سيكون المنتخب التونسي لكرة القدم على موعد مع التاريخ غدا الثلاثاء بمناسبة ملاقاته نظيره المالي على ملعب حمادي العقربي برادس انطلاقا من الساعة الثامنة والنصف ليلا في اطار اياب الدور الحاسم للتصفيات الافريقية المؤهلة الى مونديال قطر 2022 في سعيه لتاكيد اسبقيته ذهابا بهدف دون رد وحجز بطاقة عبوره للعرس العالمي.
وسيقترن كسب رهان الوصول الى المونديال للمرة الثانية على التوالي والسادسة في تاريخ كرة القدم التونسية بعد سنوات 1978 و1998 و2002 و2006 و2018 بجملة من العناصر الفنية والتكتيكية والذهنية التي ستلقي حتما بظلالها على المشهد العام للمباراة التي لن تكون يسيرة رغم الفوز الثمين الذي انتزعته كتيبة المدرب جلال القادري يوم الجمعة الماضي من قلب ملعب 26 مارس بالعاصمة باماكو.
ولعل من اهم التحديات التي سيواجهها الجهاز الفني للمنتخب التونسي هي كيفية التصرف في مجريات المقابلة والتعامل مع اجواء المواجهة وهذا ما قد يطرح بعض المصاعب يختلط فيها الجانب الذهني بالتكتيكي في ظل ثنائية معقدة بين الحرص على المحافظة على اسبقية جولة الذهاب والرغبة في تدعيمها في مباراة الاياب وتقديم اداء مقنع امام جماهير مدرجات ملعب رادس.
ولاشك ان الناخب الوطني يعي جيدا اهمية هذا العنصر البسيكولوجي ومدى تاثيره على اداء اللاعبين، وبالنظرا لقصر الفاصل الزمني بين مباراتي الذهاب والاياب فان التركيز سينصب اساسا على هذا الجانب وهذا ما سيضع شخصية اللاعبين وجاهزيتهم الذهنية في الميزان رغم ان الاجماع حاصل في صفوف المنتخب على حتمية طي صفحة لقاء الذهاب بباماكو وخوض مقابلة الاياب على انها منفصلة تماما.
وبمنطق “لا تغير فريقا فائزا”، لا يوجد اي مبرر موضوعي لادخال تحويرات على التشكيلة الاساسية التي خاضت موقعة باماكو وتالقت بانضباطها التكتيكي وقراءتها الجيدة للمنافس مع استثناء التغييرات الاضطرارية التي تمليها الوضعية الصحية للاعبين.
ولا يعدم شعار الاستمرارية الفنية ضرورة القيام ببعض اللمسات على مستوى تمركز اللاعبين بما من شانه ان يساهم في اضفاء النجاعة المطلوبة في التنشيط الدفاعي والهجومي ويساعد على كسب معركة الاستحواذ على الكرة. ويتعين في هذا السياق على ثنائي محور الدفاع منتصر الطالبي ونادر الغندري الذي قدم مردودا غزيرا في لقاء الذهاب لا سيما في الكرات العالية وكان احسن معوض لزميله بلال العيفة المصاب مضاعفة اليقظة لسد المنافذ المؤدية الى شباك الحارس بشير بن سعيد تماما مثل الظهيرين الايسر علي معلول والايمن محمد دراغر اللذين سيكونان مطالبين بانجاح المعادلة بين تامين التغطية الدفاعية وتفادي التوغلات في الظهر من جهة وتوفير المساندة الهجومية لخلق التفوق العددي وضرب الدفاعات المالية من الخلف من جهة اخرى.
كما ان خط وسط الميدان والذي كان نقطة قوة المنتخب في مباراة الذهاب بفضل الانسجام والتكامل بين الثلاثي عيسى العيدوني وغيلان الشعلالي ومحمد علي بن رمضان مطالب بالضغط بصفة مستمرة على حامل الكرة واللعب بشكل متقارب لتضييق المساحات امام لاعبي المنتخب المالي مع احكام التدرج بالكرة في الحالة الهجومية وتنويع الامدادات نحو مثلث الهجوم يوسف المساكني ونعيم السليتي وسيف الدين الجزيري بغاية احداث الخطر وانجاح رهان التهديف.
ولا شك ان نتيجة الذهاب ستزيح الكثير من الضغط على المنتخب المالي الذي لن يكون له من خيار سواء لعب ورقة الهجوم لتدارك عثرة الذهاب وقلب المعطيات في سعيه من اجل تحقيق انجاز تاريخي ببلوغ المونديال للمرة الاولى في تاريخه. وسيفتقد منتخب “النسور” خدمات المدافع موسى سيساكو اثر تلقيه بطاقة حمراء في لقاء الذهاب بعد وقت قصير من تسجيله هدف المباراة الوحيد عن طريق الخطأ في مرماه.
يذكر ان المباراة سيتولى ادارتها طاقم تحكيم سنغالي بقيادة الحكم ماغيت نداي والمساعدين كامارا جبريل وسامبا الحجي ماليك فيما سيكون عيسى سي حكما رابعا. وفي غرفة “الفار”، تم تعيين الهولنديين فاو بوكيل بولوس وكامفويس جوشيم.