بين رونق المكان الذي يسري من عبق المدينة العتيقة وشغف جمهور جاء لمعانقة الطرب وسحر الكلمة واداء الحنجرة ، صدح زياد غرسة، وغنّى وتغنّى فاطرب وكانت معه اطلالة للمالوف قد خرجت عن المألوف في افتتاح الدورة العاشرة “ليالي السليمانية”
وبين “الطبوع” و”انا حرمت بك نعاسي” وموسيقى مالوف لتراث لا يندثر، و اغان من موروث لا ينضب من “عشاقة حرقت لي قلبي” و”الليل” و”حذا حبيبتي تحلى السهرية” استغرق زيادة غرسة من جديد عوالم المالوف وذاكرة الفن التونسي الاصيل ليجددها ويتجدد معها ابداعا ولحنا وصوتا
طيلة العرض باحت حنجرة زياد غرسة بوشائج العشق التي تجمعه بالفلك الموسيقي للمالوف والفن التونسي العتيق ليظل هذا اللون الموسيقي بالنسبة اليه مصدرا دائما للالهام والبحث والنبش بين دفاتر المخزون ليعيد صياغتها ويضفي عليها خصوصيته الفنية ، فتتجلى انطباعا موسيقيا مثقلا باحساس الفنان ولمساته وتعبيراته الفنية في سعي متواصل لنحت لون موسيقي خاص به
والعرض ايضا من بدايته الى النهاية ، شكّل ” خصوصية نوعية”، حيث تجاوز دائرة الارتداد واسترجاع المخزون الموسيقي واحيائه نحو إعادة الصياغة الموسيقية وفق الروح الفنية لزياد غرسة التي سايرت وقع العصر ليكون سجال المقامات بين نفحات العتيق واطلالة الحداثة
ليلة امس زياد غرسة طرح ظله بين ارجاء السليمانية ليطرب جمهورا جاء بحثا عن موسيقى رائقة ومتلهفا لنوبة مالوف وترتيلة الالحان التونسية الخالدة من اغاني الزمن الجميل انصهر فيها الاحضور مع اللحن المعزوف والحنجرة المتلونة في طبقاتها والمتمكنة من كل التفاصيل الموسيقية
يذكر ان “يالي السليمنية” تتواصل الى 24 افريل اقادم وتؤثث برمجة الدورة العاشرة عديد العروض الموسيقية على غرار “ليام كيف الريح” لجمعية مقامات وحضرة “اهل الطرق” و”غصون” لسامي الغربي وانيس بسيلة ،بالاضفة الى العرض المسرحي “روح” اخراج خولة الهادف وتمثيل فاطمة الفالحي ليسدل الستار يوم 24 افريل بعرض موسيقي للفنانة درصاف الحمداني