أكدت رئيسة الحكومة، نجلاء بودن رمضان، الاربعاء بجربة، أن “تونس تجمع ولا تفرق، وتبقى بحاضرها ومستقبلها وفية لمميزاتها الحضارية، كأرض لتلاقح الحضارات والتسامح بين الأديان”، مضيفة أن الزيارة السنوية للغريبة تقوم شاهدا على أن “جربة هي جزيرة التعايش بامتياز، وفضاء مفتوح للانسجام والوئام بين الجميع، فيها تتجاور المعابد اليهودية والكنائس المسيحية والمساجد الاسلامية بثنائيتها المالكية والإباضية”.
كان ذلك لدى حضور بودن، مساء اليوم الاربعاء بجزيرة جربة، احتفالات الزيارة الرسمية للغريبة، رفقة عدد من أعضاء الحكومة، ووفود ديبلوماسية، إلى جانب حضور هام لليهود من عدة بلدان عادوا إلى الزيارة بعد سنتين، بسبب جائحة كورونا، أتوا ليوجهوا رسائل إيجابية بهذه المناسبة، تكرس الإيمان بأن “أرض تونس تبقى أرض التسامح والسلام والعيش المشترك”.
وذكرت رئيسة الحكومة أن هذه المكونات الدينية المتعددة والمتنوعة التي تعيش وتتعايش على أرض تونس “ساهمت في رسم لوحة فسيفسائية ثرية بتنوعها وغنية بتعددها، لذلك كانت جربة وستبقى واحة للالتقاء والثراء، وهي بما تزخر به من مزايا ومميزات، جديرة باحتضان هذه التظاهرات الدينية والسياحية والثقافية، ولاسيما القمة الفرنكفونية المرتقبة بمشاركة فاعلة وحضور واسع من أجل تعزيز التنوع الثقافي واللغوي ومزيد تحقيق تعاون متعدد الأبعاد”.
من ناحيته، اعتبر وزير الشؤون الدينية، ابراهيم الشايبي، أن هذه الزيارة توجه رسالة مفادها أن “تونس أرض تسامح وسلام وتعايش ووئام”، وأن “جربة تختزل كل الأديان والحضارات واللقاءات، تلتقي فيها الكنائس بالمعابد والمساجد وكل العبادات”.
أما القائمة بالأعمال بالنيابة بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية بتونس، ناتاشا فرانشيسكي، فقد اعتبرت أن هذه “المناسبة الفريدة من نوعها تقدم مثالا لقيم التسامح بين الأديان في تونس، وتعكس القيم المشتركة في التعايش السلمي”.
وقالت، من جهة أخرى، إن الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال الوكالة الامريكية للتنمية الدولية، تقدم برامج دعم وفرص عمل وتكوين وتدريب تكريسا للالتزام بدعم تطلعات الشعب التونسي، مشيرة إلى أن الحكومة الأمريكية قامت بولاية مدنين لوحدها بدعم أكثر من ألف مؤسسة صغرى ومتوسطة خلقت أكثر من ألفي فرصة عمل منذ بداية سنة 2011، وذلك ضمن تدخلات للولايات المتحدة، التي وفرت نحو مليارين من الدولارات كدعم أجنبي لتونس انتفعت منه عدة مؤسسات ووفر مواطن شغل كثيرة بالبلاد التونسية.
وقال سفير فرنسا بتونس، من جانبه، “إن الاحتفال بزيارة الغريبة يقوم شاهدا على الحوار والتعايش بين كل الأديان والتفتح الذي يميز التونسيين وانفتاح تونس”.
من جهته، اعتبر سفير ألمانيا بتونس أن حضور هذه المناسبة لأول مرة تجربة رائعة ومميزة تبرز العادات والتقاليد العريقة بجزيرة جربة، وتعكس قيم التسامح والانفتاح الثقافي والديني الذي يتواصل بتونس، داعيا السياح الأوروبيين والألمان إلى زيارة تونس وجربة، “ليس فقط لوجود الشواطئ والشمس، وإنما أيضا لوجود تاريخ عريق وثقافات متعاقبة وتقاليد متنوعة تستحق الاستكشاف”.
يذكر أن زيارة الغريبة انطلقت صباح اليوم باستقبال أعداد هامة من اليهود التونسيين المقيمين بتونس وغيرهم من عدة بلدان، وبحضور أمني كبير، من خلال تواجدهم بمحيط الغريبة وخارجها وتركيز عدة حواجز ودوريات قارة وأخرى متنقلة، مع عمليات تمشيط واسعة برا وجوا من قبل مختلف الأسلاك الأمنية، لضمان أوفر الحظوظ لنجاح أولى التظاهرات الهامة التي ستعيش على وقعها الجزيرة، والتي ستعقبها تظاهرات هامة أخرى، مثل قمة الفرنكفونية ومعرض الطيران وقبلهما انطلاقة الموسم السياحي.