يعاني مركز التربية المختصة بقبلي من عدة نقائص أثّرت على طاقة استيعابه من الاطفال من ذوي الاحتياجات الخصوصية خاصة من حاملي الاعاقة الذهنية، وذلك بسبب ضعف ميزانية التسيير والتي لا تتعدى 9 الاف دينار سنويا تشمل كافة الانشطة، علاوة على مصاريف التنقل، والاعاشة للمنظورين، وفق ما ذكره، اليوم الخميس، مدير هذه المؤسسة، بوبكر شلبي.
وأضاف شلبي، في تصريح لـ”وات”، أنّ عدد منظوري هذا المركز خلال الموسم الحالي لا يتعدى 25 طفلا من ابناء العائلات التي تقطن قبلي المدينة وبعض القرى المجاورة، نظرا لعدم قدرة حافلة المركز على تأمين بعض السفرات البعيدة نتيجة حالتها السيئة، فضلا عن محدودية عدد مقاعدها بما يحول دون تمكين عدد اكبر من الاطفال الموجودين على نفس خطّ التجميع الذي تسلكه الحافلة من الالتحاق بالمركز.
وأوضح أن رصيد مركز التربية المختصة بقبلي من الحافلات على الورق يبلغ 3 حافلات الا ان واحدة منها فقط صالحة للاستعمال على خط التجميع، في حين تقبع الاثنتان الاخريان بمستودع المؤسسة منذ سنوات بسبب عطبهما وعجز المركز عن اصلاحهما نظرا لضعف الميزانية المرصودة للتسيير، والتي تشمل كذلك الأنشطة ومصاريف الإعاشة حيث يؤمن المركز وجبتين للاطفال الاولى في شكل وجبة خفيفة عند الساعة العاشرة صباحا والثانية في حدود منصف النهار وتتمثل في وجبة غذاء متكاملة
وبيّن الى ان ضعف الميزانية مرده ايضا انعدام التبرعات من اهالي الجهة ومن رجال الاعمال في ظلّ البنية الاقتصادية الهشة للجهة المفتقرة لمؤسسات الصناعية واستثمارات الكبرى قد تساهم في تنمية حجم التبرعات لمثل هذا النوع من المؤسسات التي تحمل طابعا انسانيا في برامجها واهدافها.
واضاف أنه رغم الاهداف التي يرسمها القائمون على هذه المؤسسة والمتمثلة اساسا في تمكين اكبر عدد من منظوريهم من الاطفال الحاملين لاعاقات مختلفة من الاندماج في الحياة العامة، عبر تنفيذ برنامج متكامل من الرعاية النفسية وتقويم الحركة والنطق، الا ان الكثير من خدمات هذه المؤسسة توقفت جراء ضعف الميزانية، وعدم القدرة على انتداب اطارات تكوينية مختصة بامكانها تسيير ورشات النجارة، والجلد، والتعليب، ما حد من القدرة على تمكين بعض منظوري المركز من الحصول على شهادات في الكفاءة المهنية توفر لهم فرص تشغيل مستقبلا.
ودعا مدير مركز التربية المختصة بقبلي السلط الجهوية والمركزية الى مزيد دعم هذا النوع من المؤسسات عبر الترفيع في الميزانية المرصودة لتسييرها خاصة وانها تعتني بشريحة حساسة من المجتمع، علاوة على توفير حافلة جديدة لهذه المؤسسة، والتفكير في اخراج هذا النوع من المراكز من نظام الجمعيات الخاضع للقانون عدد 88 وافرادها بنظام خاص يخوّل لها الحصول على بعض الامتيازات الاضافية من الدولة.
كما دعا بوبكر شلبي اهالي الجهة الى التبرع لهذا المركز الذي يظلّ في حاجة ماسة الى تنمية موارده لتأمين رعاية اشمل للاطفال من ذوي الاحتياجات الخصوصية تساعدهم في مزيد الاندماج في المجتمع، معتبرا ان توجّه الوزارة نحو تكثيف هذا النوع من المؤسسات بالجهات ساهم في تشتت المجهود نظرا لتقارب المراكز من بعضها البعض كما ادى الى ضعف الميزانيات المرصودة للتسيير السنوي، وفق تقديره.
يشار إلى أن مركز التربية المختصة بقبلي قد أحدث منذ سنة 1987 ويعتبر من اقدم المؤسسات العاملة في مجال رعاية الاطفال الحاملين لانواع مختلفة من الاعاقات خاصة منها الذهنية بمختلف درجاتها العميقة والمتوسطة والخفيفة الى جانب الاعاقات العضوية و الحاملين لطيف التوحد، وفق ذات المصدر.