أقيم مساء اليوم الجمعة، بالفضاء الثقافي فندق الحدادين وسط المدينة العتيقة بصفاقس، حفل تقديم وتوقيع كتاب “الديمقراطية المشهدية… الميديا والاتصال والسياسة في تونس”، للخبير في علوم الإعلام والاتصال، الدكتور الصادق الحمامي.
واعتبر صاحب الكتاب، في مداخلة بالمناسبة، أن “التجربة الديمقراطية في تونس سائرة نحو الفشل، باعتبارها ديمقراطية مشهدية قائمة على فن استخدام تقنيات الاتصال”، كما أن “الصحافة لم تنجح منذ 2011 إلى الآن، في أن تكون سلطة رابعة رقابية، بقدر ما كانت وسيلة من وسائل الاتصال السياسي تعمل على خدمة الديمقراطية المشهدية، لأن النخبة السياسية ليس لديها إرادة في أن تكون الصحافة سلطة رقابية”، وفق تقديره
وقد انشغل الدكتور الحمامي، في مؤلفه الجديد، الذي لم يطرح خلاله مواقف أو يقدم حلولا جاهزة، بل اكتفى بطرح الأسئلة وكشف الوقائع والجمع بين العمل النظري والعمل الميداني، بالعلاقة الجدلية بين الميديا والسياسة في تونس خلال العشرية الأخيرة، وبادارة الحقل السياسي وانتقاله من السياسة القديمة القائمة على العنف والإكراه إلى السياسة الجديدة التي يحتل فيها البعد الاتصالي واستخدام الفاعل السياسي للتقنيات الاتصالية الحديثة الحيز الأكبر في المشهد، لدرجة أصبح معها الاعلام المحدد الرئيسي للحياة السياسية، وذلك انطلاقا من مبدأ أن رهان السياسيين في زمن السياسة الجديدة والديمقراطية المشهدية هو الظهور القائم على الصورة.
هذا وقد طرح كتاب “الديمقراطبة المشهدية …” عديد المسائل، أبرزها تأثير الصحافة الاجتماعية أو ما يعرف ب”الفايسبوك” و”الكرونيكور” على إرادة الجمهور، ودور الصحافة والإعلام والتلفزيون ومعدي البرامج في صناعة وانتقاء النخب السياسية.
وقد تمحور النقاش حول مصطلح الديمقراطية المشهدية في تونس، وافتقار مؤسسات الدولة إلى خطة اتصالية، ومسألة اختزال فشل السياسة بالإعلام، وعلاقة التونسيين بالديمقراطية، وعلاقة النخب السياسية بالإعلام.
يذكر ان كتاب “الديمقراطية المشهدية … الميديا والاتصال والسياسة في تونس” الصادر عن دار محمد علي للنشر سنة 2022، يحتوي على 310 صفحة وثمانية فصول وهي: “الانتقال السياسي وعلاقته بالميديا والايديولوحيا” و”الصحافة في مواجهة الإرهاب”، و”سلطة الكرونيكور في المشهد الاعلامي بعد 2011″، و”تأثير الاتصال في السياسة الجديدة” و”المناظرات السياسية والاستقطاب السياسي” و”الشعبوية والمجال الديمقراطي الجديد” و”دروس نظرية مستخلصة من الميديا” و”كيف أصبحت الديمقراطية التونسية مشهدية خلال العشرية الأخيرة”.
وصاحب الكتاب الدكتور الصادق الحمامي هو أستاذ في معهد الصحافة وعلوم الإخبار منذ سنة 1996 وله عديد الإصدارات، مثل “الميديا الجديدة”، ومنشورات ومقالات حول علوم الإعلام والاتصال، آخرها، “كيف غيرت جائحة كورونا المشهد الاعلامي ؟”.