اجرى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، عثمان الجرندي، أمس الجمعة على هامش مشاركته في القمة الاستثنائية للاتحاد الافريقي المنعقدة بغينيا الاستوائية، محادثات ومشاورات مع نظرائه وزراء خارجية السنغال وسيراليون وأوغندا وجنوب افريقيا والكاميرون والنيجر وتنزانيا وناميبيا وموريتانيا وغينيا الاستوائية وجزر القمر.
وقد تمحورت المحادثات ، وفق بلاغ صادر عن الوزارة، حول البنود المطروحة على جدول أعمال القمة وضرورة اعتماد آلية لمتابعة القرارات الصادرة عنها لا سيما في ما يتعلق بالأمن الغذائي والصحي والإنساني ومكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية.
كما تم التباحث حول العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وتوسيع افاق التعاون نحو مجالات مستجدة أملتها التحديات القائمة أمام الدول الافريقية ورهانات معالجة الأزمات التي تواجهها وتحقيق السلم والأمن والتنمية في القارة.
وتناولت المشاورات أيضا ترشح تونس لاحتضان مقر وكالة الأدوية الإفريقية، حيث أبرز الوزير التجربة التونسية الرائدة في مجال صناعة الأدوية وتمتعها بنسيج صناعي هام لإنتاج الأدوية وإجراء البحوث ، فضلا عن طاقاتها التصديرية من الأدوية للعديد من الدول وكفاءتها المشهود بها إقليميا ودوليا.
وأكد الوزراء الثقة في تونس كشريك فاعل يتمتع بمكانة مرموقة مما أهلها لأن تكون من بين 6 دول إفريقية التي اختيرت لتصنيع لقاحات Messager ARN.
من جهة أخرى، ذكر الوزير باحتضان تونس في اوت ونوفمبر من هذه السنة للدورة الثامنة لندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا والدورة 18 للفرنكوفونية ، مؤكدا استعداد تونس التام لاستقبال ضيوفها وحرصها على أن يكون هذان الاستحقاقان الهامان محطتين على درب تعزيز التعاون متعدد الأطراف في جميع المجالات ودعم انفتاح الفضاء الافريقي على بقية الفضاءات.
كما استعرض الجرندى في لقاء مع وزير خارجية الطوغو روبير ديساي، مجمل النقاط المطروحة على جدول أعمال القمّة وكيفية التنسيق في شأنها، خاصّة وأنّها ستناقش مسألة الإرهاب والانقلابات العسكرية في افريقيا وكذلك الشؤون الإنسانية.
وأكد الجانبان ، حسب بلاغ للوزارة، على أهمية أن يتولى الاتحاد الافريقي إعادة ترتيب أولويات اهتماماته في المجالات الأمنية والاقتصادية وضرورة إرساء آليات لمتابعة تنفيذ ما يتخذ من قرارات وتوصيات خاصة وأنّ افريقيا تعاني من العديد من المعضلات التي لم تلق طريقها للحل منذ فترة طويلة.
وبحكم عضويتها في مجلس السلم والأمن الافريقي، أكّد الوزير أنّ تونس ستقوم بدورها كاملا في معالجة القضايا المطروحة على جدول أعمال هذه المؤسسة الهامة بما من شأنه أن يساعد القارة على إدارة شؤونها السياسية والأمنية على أحسن وجه.
وتم خلال الاجتماع التطرق إلى قمتّي التيكاد والفرنكوفونية اللتين ستحتضنهما تونس في أوت ونوفمبر المقبلين، حيث أكّد الوزير الطوغولي الثقة التّامة في أن تخرج القمتين بالتوصيات المرجّوة والآليات اللازمة التي تمكن الفضاء الافريقي من توطيد علاقاته مع الفضاءات الأخرى المتعدّدة الأطراف.
كما عبّر الوزير الطوغولي عن الثقة في قدرة تونس على رفع التحديات الماثلة وإنجاز ما عزم عليه الرئيس قيس سعيّد في المجال السياسي حتّى تسترجع مختلف المؤسسات حيويتها انتصارا للديمقراطية، وبما يضمن ديمومة وفاعلية المؤسسات الدستورية حتّى تبقى تونس منارة ديمقراطية تستقطب احترام وتقدير كافة شركائها، وفق نص البلاغ.