“دولة البنوك …” و”المدرسة التي انهارت …” و”متى نستفيق جميعا من غيبوبتنا؟” و”تونس-الجزائر … العلاقة الاستثنائية” و”تصريح الرئيس الجزائري على مذبحة التأويل …”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة، اليوم السبت.
“دولة البنوك …”
جريدة (الصحافة)
“تثبت الوقائع والارقام في تونس أن النظام المصرفي هو الجهة الوحيدة المستفيدة من الازمة السياسية والاقتصادية الراهنة ومن تأخر توقيع اتفاقيات قروض تمويلية مع الاطراف الخارجية. غير أن ما لا يعيه هذا النظام انه هو أيضا مهدد بالانهيار اذا انهارت قيمة سنداته وقروضه ورهنياته وفقد المرتهنين القدرة على التسديد”.
“وقد يقول القائل أن هذا من حقها وأن النظام المصرفي يقوم على المرابحة واستغلال الفرص، غير أن استغلال الفرص والمرابحة المفرطة لا يعني شيئا اذا كان النظام الاقتصادي منهارا واذا كانت نسب التضخم لا تتوقف عن الارتفاع واذا ما كانت الاموال المقرضة لا تذهب الى تمويل الاستثمارات ولاعادة تدوير عجلة الاقتصاد وخلق الثروة”.
“الشئ الثابت والاكيد أن النظام المصرفي في تونس، وخاصة بعد أن أصبح برمته على ملك عائلات بعينها، لم تعد استراتيجياته ومصلحته تتماشى مع السياق الاقتصادي العام والمصلحة العامة”.
“المدرسة التي انهارت …”
“صحيفة (الشروق)
“حكومات بالجملة حكمت تونس في عشرية الخراب وكانت كلها عنوانا للفشل والعجز ونشر الوعود الزائفة والكاذبة، اصلاح التعليم يحتاج فقط الى ارادة صادقة وحقيقية ورغبة في الانجاز كل يوم ينقطع الاطفال في المدن والقرى والارياف عن الدراسة وكل يوم يهاجر مئات الشبان وخريجي الجامعات والاطباء والمهندسين ويغادرون الوطن دون رجعة والحكومة لا تزال تكتفي بالفرجة. الاف الشبان في بلادنا يعجزون عن اطلاق مشاريع صغرى يعملون فيها بسبب التعقيدات الادارية والتعطيلات التي تعترضهم ولا أحد يسمعهم أو يلتفت اليهم الكل اليوم مشغول بالخلافات والتجاذبات السياسية … طرد الاطفال من المدارس جريمة دولة لا بد من محاسبة المسؤولين عنها …”.
“متى نستفيق جميعا من غيبوبتنا؟”
جريدة (المغرب)
“لقد سئم التونسيون الى حد القرف من صراعات السياسيين ومن عنف بعضهم وانتهازية البعض الاخر وعاب جل التونسيين على الطبقة السياسية على امتداد العشرية الاولى للثورة وخاصة تلك التي كانت أساسية في الحكم (النهضة أساسا) أو شاركت في تحالفات حكومية أو اكتفت بالوقوف في صف المعارضة لا غير … لقد عاب التونسيون على هذه الطبقة السياسية انغماسها في مشاكلها وصراعاتها ومواقعها فلم تهتم بما فيه الكفاية بمشاكل الناس ولم تسع بصفة جدية لتحسين ظروف عيشهم ولا الى اصلاح البلاد والنهوض بالقطاعات الحيوية فيها من تعليم وصحة وبنية تحتية ونشاط اقتصادي ومكافحة ناجعة للبطالة ولا تحفيز للعمل والجهد حتى نحقق بداية ازدهار نتقاسمه جميعا بصفة عادلة …”.
“اننا نحتاج الى رجة قوية تهزنا هزا حتى ندرك كم نحن مخطئون في حق بلادنا وخاصة في حق الاجيال القادمة … تونس تحتاج الى مشروع وطني جامع الى حلم جماعي يعيد الامل الى كل أبنائنا وبناتنا … فلم عجرنا عن كل هذا؟”.
“تونس-الجزائر … العلاقة الاستثنائية”
صحيفة (الصباح)
“تبقى العلاقات التونسية-الجزائرية على مدار التاريخ فوق كل الاختلافات البسيطة التي لا يمكن أن ترتقي الى مستوى الخلاف فالعالم يشهد بالتلاحم الكبير بين البلدين والسلطتين والشعبين على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية … والجميع يشهد بروابط التاخي والتضامن التي تجسدت أكثر فأكثر منذ مجزرة ساقية سيدي يوسف في 8 فيفري 1958 التي اختلطت فيها الدماء التونسية والجزائرية والدعم اللامحدود من تونس للثورة الجزائرية ووقوف الجزائر الى جانب تونس في كل محنها … لذا لا يمكن لتصريح عادي للرئيس الجزائري أن يخرج من سياقه ويستغله البعض في محاولة بائسة لارباك العلاقات بين البلدين الشقيقين … وهي علاقات متجذرة لا يمكنها الا أن تتدعم لان ما يجمع البلدين والشعبين التونسي والجزائري يشهد به الماضي والحاضر وسيشهد عليه المستقبل”.
جريدة (الصحافة)
“من الواضح بل ومن السهل الانتباه داخل هذه المعركة الفايسبوكية وما استعمل خلالها من أسلحة اصطلاحية قوية الى أن الامر مفتعل وأن وراء الرايات أطرافا أخرى غير جزائرية وغير تونسية هي من افتعلت المعركة وسعت الى تحويلها الى فتنة كبرى. وهي ذات الاطراف التي يزعجها التقارب الحقيقي بين تونس والجزائر في مستوى القيادتين وفي مستوى الشعبين ويزعجها، أيضا، أن يكون هناك تعاون ودعم واسناد جزائري سياسي واقتصادي بالاساس لتونس التي يدرك شعبها قبل حكامها بأن العلاقات التونسية الجزائرية أكبر من هذه المهاترات التي تختفي وراء عناوين السيادة الوطنية لاحداث الارباك والفتنة بين البلدين الشقيقين”.