احتفلت الأرجنتين بإحياء مواجهة كأس الأبطال لكرة القدم بشكل مميز بتغلبها على إيطاليا 3-صفر في مباراة من العيار الثقيل وصفت بأنها “النهائي” واقيمت على ملعب ويمبلي الذي اكتظ بالجماهير يوم الأربعاء في ظل تألق واضح من ليونيل ميسي.
وضع هدفان في الشوط الأول سجلهما لوتارو مارتينيز وأنخيل دي ماريا أبطال أمريكا الجنوبية في المقدمة لتُحكم الأرجنتين السيطرة الكاملة على اللقاء في مواجهة منتخب إيطاليا الذي عاد لويمبلي بعد 11 شهرا من فوزه على إنقلترا ليحرز لقب بطولة أوروبا 2020 المؤجلة.
ومع وجود الآلاف من أنصارهم ضمن الجمهور الذي بلغ عدده 87 ألفا والذين بدوا مصممين على تحويل شمال غرب لندن إلى أجواء بوينس آيرس طوال الليل، كان منتخب الأرجنتين بما في ذلك القائد ميسي سريعا ورائعا للغاية في مواجهة منتخب ايطاليا المتعثر.
وهز مارتينيز الشباك من مسافة قريبة في الدقيقة 28 من تمريرة عرضية منخفضة من ميسي لتنال الأرجنتين المكافأة على هيمنتها المبكرة.
وأرسل مارتينيز لاعب إنتر ميلان تمريرة لدي ماريا الذي أودعها في الشباك ليضاعف النتيجة مع نهاية الشوط الأول دافعا جماهير الأرجنتين نحو حالة من النشوة والفرح.
وكان بوسع الأرجنتين أن تسجل عددا كبيرا من الأهداف بعد الاستراحة، بعد أن استطاع ميسي احكام السيطرة على مجريات أداء فريقه، بينما نجح جيانلويجي دوناروما حارس إيطاليا في الحيلولة دون تلقي فريقه لهزيمة قاسية.
وأكد البديل باولو ديبالا على تفوق الأرجنتين بتسديدة منخفضة في الوقت المحتسب بدل الضائع.
وقال ميسي “كانت مباراة نهائية جميلة وشهدت حضورا كبيرا للمشجعين الأرجنتينيين. ما عشناه هنا كان جميلا. كان اليوم اختبارا رائعا لأن إيطاليا فريق كبير. كنا نعلم أنها ستكون مباراة رائعة ومناسبة رائعة للفوز بالبطولة”.
وشكلت المباراة نهاية مخيبة للآمال لمسيرة مدافع إيطاليا القوي جورجيو كيليني حيث تم استبدال اللاعب البالغ من العمر 37 عاما بين الشوطين في ظهوره 117 والأخير مع منتخب بلاده.
ويمثل “النهائي” إحياء لكأس الأبطال بين بطلي أمريكا الجنوبية وأوروبا والذي تمت اقامته مرتين فقط من قبل، في عامي 1985 و1993.
وحظي ميسي، الذي أشعل أجواء اللقاء بسلسلة من المراوغات المميزة، باحتفاء كبير بعد أن القاه رفاقه في الهواء وقاموا بالرقص على أرض ملعب ويمبلي.
وقدمت الأرجنتين، التي أنهت 28 عاما من الانتظار للفوز بلقب كأس كوبا أمريكا 2021 بالتغلب على البرازيل، عرضا يبشر بالخير بشأن آمالها في كأس العالم بقطر هذا العام، حيث مددت مسيرتها الخالية من الهزائم إلى 32 مباراة.
لكن وبالنسبة لإيطاليا، شكل ذلك تذكرة واقعية لها بمدى السرعة التي يمكن أن تتغير بها حظوظ الفرق.
وفي جويلية الماضي، شعر فريق المدرب روبرتو مانشيني بالبهجة بعد الفوز بركلات الترجيح على إنقلترا، لكنه فشل منذ ذلك الحين في التأهل لكأس العالم للنسخة الثانية على التوالي بعد الخسارة في مباراة فاصلة أمام مقدونيا الشمالية.
وفي إطار التحضير للمباراة، وصف مانشيني المباراة بأنها “نهاية مرحلة” وتركته الهزيمة وهو على يقين بحجم العمل المطلوب لإنعاش حظوظ إيطاليا.
وقال مانشيني “لقد كانوا أفضل منا. كنا في أجواء المباراة خلال الشوط الأول لكننا لم نفعل ما يكفي لتغيير الوضع بعد الاستراحة”.