فتحت فرقة الأبحاث العدلية بالمنستير التابعة للحرس الوطني محضر بحث في وفاة رضيع بمستشفى فطومة بورقيبة أثناء ولادته عقب تقدم عائلته بشكوى ضد ادارة المستشفى التي حملتها مسؤولية الحادثة، وفق ما أفادت محامية العائلة ليلى بن عمار .
وذكرت بن عمار في تصريح لوكالة (وات) اليوم الثلاثاء، ان فتح محضر البحث جاء باذن من مساعد وكيل الجمهورية، مشيرة الى أنه من المتوقع أن تحال نتائح الأبحاث على أنظار النيابة العمومية لتأذن بفتح بحث تحقيقي في أسباب الحادثة، التي تعتبرها عائلة الجنين المتوفي خطأ طبيا، بينما تنفي الادارة الجهوية للصحة بالمنستير، مؤكدة أن عملية التوليد المذكورة مكنت من انقاذ حياة المرأة أثناء الوضع .
واتهمت عائلة الجنين المتوفي حسب محامية العائلة، “الطاقم الصحي المشرف على التوليد بالتعسّف على المرأة الحامل التي دخلت المستشفى يوم 11 جوان الحالي وفقدت جنينها في نفس اليوم من خلال اجبارها على الولادة الطبيعية خلافا لتوصيات طبيبتها المباشرة “، بينما، قال المدير الجهوي للصحة جوهر المكني، “ان الجنين متوف وهو في بطن المرأة الحامل، نافيا أية مسؤولية للطاقم الطبي عن الوفاة.
من جهتها استندت المرأة الحامل الى أن “الطبيبة المباشرة لحالتها أبلغتها بوجوب أن تخضع للولادة القيصرية لكن الطاقم الصحي حينها أمر بأن تلد طبيعيا”، وفق ما ذكرته المتحدثة معبّرة، عن استغرابها حيال توليدها طبيعيا رغم عدم شعورها بآلام وتشبثها بالولادة قيصريّا.
وتتمسّك العائلة بموقفها في اعتبار “الحادثة تمثل خطأ طبيا إن كان متعمدّا أو غير متعمد ” حسب تأكيد المصدر، معتبرة، أن القيام بعملية الولادة القيصرية كان ربما سيمكن من إنقاذ حياة الجنين كما الحال لوالدته.
من جانبه أشار المدير الجهوي للصحة بالجهة جوهر المكني، الى أن حصول تعكرات للمرأة الحامل منذ وصولها مع منتصف الليل يوم 11 جوان دفع بايوائها لمدة وصلت 7 ساعات، لافتا الى أن الحامل كانت تعاني من اشكاليات نتيجة وفاة الجنين ما دفع بالطاقم الصحي الى التسريع بالولادة.
غير أن العائلة من جهتها، تقر بأن عملية التوليد كان هدفها انقاذ حياة المرأة الحامل، لكنها تعتبر” أن عدم اللجوء الى الولادة القيصرية كان سببا في فقدان حياة الجنين”.
في المقابل صرح المدير الجهوي للصحة لوكالة تونس افريقيا للأنباء، قائلا، “انه لم يكن أمام الطواقم الصحية من خيار سوى التسريع باخراج الجنين مع بداية تعرض المرأة الحامل للإصابة بالنزيف ولإنقاذ الرحم من أجل حماية قدرتها على الانجاب”.