“متحديا الظروف الصعبة … العقل التونسي يبدع …” و”مؤشرات ايجابية … ولكن” و”حول الدسترة لأسس السياسة التنموية الاقتصادية والاجتماعية … شعارات فضفاضة ومرجعيات متناقضة” و”المطلوب … أن يتكلم العقلاء”، مثلت أبرز عناوين الصحف التونسية الصادرة، اليوم الاربعاء.
“متحديا الظروف الصعبة … العقل التونسي يبدع …”
جريدة (الصحافة)
“في خضم كل الصخب والغبار المتصاعد في سماء تونس هذه الايام ثمة من يشتغل في صمت ويبتكر لنا عصارة فكره ويعلن أن تونس أخرى ممكنة رغم كل ما يحدث الان. في هذا الصدد تأتينا الاخبار الايجابية من الاعلام الغربي. أخبار تبعث على التفاؤل بغد أفضل رغم كل الكوارث التي تحاصرنا من الجهات الست، وتبشر التونسيين حقا بأنه رغم سوء الحال فان العقل التونسي ما يزال قادرا على التوهج”.
“ومفاد هذه الاخبار التي تابعناها في الاعلام الفرنسي بالتحديد أن ثلة من المهندسين التونسيين تمكنوا بمجهودهم الفردي من ابتكار آلة تشبه في شكلها الخارجي آلة الغسيل لكن تكمن فرادتها في تحويل الرطوبة والندى الموجودة في الهواء المحيط بنا الى ماء صالح للشراب”.
هنا يأتي ملمح آخر من ملامح الفرادة وهي أن هذه الالة تعمل بالطاقة الشمسية ولا تحتاج بالتالي الى ايصال بالكهرباء تماما كما لاتحتاج الى أي مصدر للماء”
“ويعد هذا الاختراع الاول من نوعه عالميا وهو ما حدا بالاعلام الغربي الى تسليط الضوء عليه وعدم اخفاء انبهاره به”.
“مؤشرات ايجابية … ولكن”
جريدة (الصباح)
“كشف الاتحاد الدولي للنقل (ايانا) عن انتعاش قطاع السفر الجوي بشكل كبير في المدة الاخيرة بعد سنتين من جائحة كورونا. وفي ظل كل هذه الحركية وهذا الطلب وجب التساؤل عن مكانة تونس وما قامت به لجلب السياح وتنشيط القطاع السياحي وقطاع النقل الجوي .. الارقام الاولية تشير الى أن تونس ستستقدم هذا العام حوالي 5 مليون سائح وهو رقم يعد جيدا ويؤكد الجهد المبذول من قبل وزارة السياحة وهياكلها بالرغم من الظروف الدولية والمحلية الصعبة … لكن المهم ألا ننظر الى 5 مليون سائح كرقم موسمي جاؤوا الى بلادنا وقضوا أياما في فنادقنا ونزلنا يجب أن ننظر اليهم كمشاريع سياح دائمين يمكن أن يحصلوا على بطاقة ‘وفا’ ويجعلوا من تونس قبلة دائمة ويروجوا لبلادنا وسياحتنا ويساهموا في استقطاب عائلاتهم وأصدقائهم وزملائهم وجيرانهم”.
“حول الدسترة لأسس السياسة التنموية الاقتصادية والاجتماعية … شعارات فضفاضة ومرجعيات متناقضة”
صحيفة (المغرب)
“في الحقيقة ‘فكرة’ دسترة أسس التنمية الاقتصادية والاجتماعية هي فكرة خاطئة منذ البداية أراد واضعوها اسقاطها اسقاطا على نص لا يحتملها … لا شك أن هنالك مبادئ عامة ضرورية ولكن مجال التنمية هو مجال تنافسي تتصارع فيه تيارات متناقضة لا يربط بينها سوى ايحاؤها جميعها أنها تخدم لفائدة الصالح العام ولهذا يستحيل دسترة باب كامل دون السقوط الممل في المعلومات وفي البديهيات وفي التناقضات. كل هذا من أجل هذا؟. نرجو فقط ألا تكون بقية أبواب هذا الدستور الجديد على هذه الشاكلة”.
“المطلوب … أن يتكلم العقلاء”
جريدة (الشروق)
“ان المصلحة العليا للوطن وللشعب تتطلب من كل الاطراف التحلي بحد أدنى من الحكمة والتبصر وتتطلب من كل طرف أن يخطو خطوة الى الوراء حتى نلتقي من أجل تونس ومن أجل وصفة انقاذ وطني تنهي حالة الانسداد وتنفس الاحتقان المتصاعد وتمكن من تجاوز هذه الازمة المعقدة التي استحكمت في البلاد وباتت تهدد وحدة شعبها واستقرارها وكأن الجميع ينسون أن الارهاب مثلا لا يزال على الباب ينتظر الفرصة للانقضاض على الجميع وأن التحديات الحقيقية الاقتصادية والاجتماعية توشك أن تعصف بالبلاد وباستقرارها الهش”.
“هل ما يزال في البلاد مجال لاصوات الحكمة والتعقل؟ وهل يبقى للعقلاء هامش للتحرك نحو التهدئة قبل أن تنفلت الامور لا قدر الله”.
“له تاريخ وأصول وأسباب … الفساد اللعبة المملة في تونس”
جريدة (الصحافة)
“الاصلاحات الشاملة التي سبق لبعض أبناء النخبة من الكفاءات الوطنية أن طالبت بالاخذ بها انما كانت تهدف الى اخراج البلاد من دوامة الفساد ودوامة مكافحته التي لم تحقق الكثير سوى أنها أقالت حكومات ومسؤولين ثم عادت لتدور في ذات الدورة مرة بعد مرة”.
“والاصلاحات لا تقصد وقف الفساد وحده ولكن وقف الهدر واعادة الاستثمار في تونس لاعادة بنائها وتخضيرها وعلى أن تتحول الى وطن للجميع لكل من بقي يؤمن بأن هذه البلاد هي حصته الوحيدة من دون كل البلاد”.
“ليس من المعقول أن تظل ماكينة الفساد تدور وتطحن. ليس من المعقول أن تظل هذه اللعبة المملة تثير المزيد من الملل”.