أكدت رئيسة الحكومة، نجلاء بودن رمضان، لدى افتتاحها مساء اليوم الجمعة، فعاليات الدورة 56 لمعرض صفاقس الدولي “التزام الحكومة بالعمل على إيجاد حلول لمختلف الإشكاليات المطروحة في صفاقس، بما يساعد الجهة على التوجه نحو مستقبل أفضل”.
كما أكدت بودن “دعم رئيس الجمهورية لولاية صفاقس كقطب اقتصادي متميز وقادر على تقديم الإضافة للوطن، وعزم الحكومة على إيجاد الحلول الملائمة للجهة، وخاصة منها البيئية والتنموية”، مثمنة جهود والي الجهة الجديد في هذا الصدد وربطه الصلة بين الهياكل الجهوية والمركزية للوصول إلى الحلول المأمولة.
وأضافت في هذا السياق قائلة: “نعمل على تكثيف الجهود لحل أزمة النفايات، من خلال حلول عاجلة وأخرى آجلة”، مذكرة بجملة من الإجراءات المتخذة لفائدة الجهة، ومنها تخصيص اعتمادات لدعم جهود البلديات في مجال النظافة، وتقدم الدراسات بشأن تطهير مدينتي الصخيرة وبئر علي بن خليفة، وإنجاز مشروع حماية جزر قرقنة وجزر الكنائس واستصلاح السواحل وغيرها.
وبخصوص المشاريع الكبرى، أكدت نجلاء بودن أن “الحكومة تعمل على إيجاد حلول للمشاريع المعطلة، ومنها مشروع تبرورة، الذي سيكون محور مجلس وزاري في الفترة القادمة”، مشددة على “حرص الحكومة على تقدم مشروع الميترو وإنجاز محطة تحلية مياه البحر بميناء الصخيرة ومشروع تحلية مياه البحر بقرقرقور، الذي أعطيت إشارة انطلاقه في شهر أفريل الفارط، وغيرها من المشاريع”.
وثمنت دور صفاقس باعتبارها “من أهم الأقطاب التنموية في البلاد التونسية، بالنظر إلى تنوع نسيجها الاقتصادي ورأسمالها البشري المتميز”، وهو ما ترجمته، في تقديرها، النتائج المشرفة التي تحصلت عليها جامعة صفاقس ودور القطب التكنولوجي في تعزيز حظوظ الانخراط في التحول الرقمي ودعم تموقع الجهة كقطب تنموي إقليمي وعالمي لبناء اقتصاد المعرفة.
من جهة أخرى، أشارت إلى أن الحكومة باشرت عملها في ظروف اقتصادية صعبة وأزمة اقتصادية خانقة، وفي ظل أزمات متعددة الأبعاد، ومنها أزمة المحروقات والمواد الأولية على الصعيد العالمي، وحرصت، رغم ذلك، على استقرار الأوضاع الاقتصادية ومقاومة مظاهر الاحتكار والزيادات غير المشروعة للأسعار.
كما لفتت إلى أن الحكومة قدمت برنامجا وطنيا للإصلاحات قائم على الشفافية والثقة ومقاومة الفساد والعدالة الاجتماعية وتحرير المبادرة وتطوير كفاءة القطاع العمومي وتعزيز الرقمنة وإزالة العوائق أمام الفاعلين الاقتصاديين، وغيرها من المحاور.
وذكرت في ختام مداخلتها، أن تونس ستحتضن عديد التظاهرات الدولية الهامة، منها المنتدى الدولي للاستثمار وقمة الفرنكوفونية ومؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا “تيكاد 8”.
من جهته، أكد رئيس جمعية معرض صفاقس الدولي، أن المعرض كان دائما “مناسبة لاستعراض مشاغل الجهة أمام ممثلي الحكومات المتعاقبة، لكن دون أن يتحقق ما يصبو إليه أبناء الجهة، وهو ما يفسره تعطل المشاريع، ونتيجة سياسات غير بريئة انحدرت بسببها إلى مؤشرات تنموية متدنية، فكانت خسارة للجهة والوطن” وفق تعبيره.
وأثار إشكاليات البيروقراطية والمركزية وغياب الاستشراف في اتخاذ القرارات بدل القيام بالإصلاحات الضرورية التي تدعم المنظومة الاقتصادية وتفعيل دور جهة صفاقس فيها بالشكل المأمول.
واستعرض عديد المشاغل التنموية المتعلقة بسوء استغلال ميناء صفاقس ومشغل مشروع طريق سيارة صفاقس سيدي بوزيد القصرين كامتداد نحو القطر الجزائري الشقيق وعمق استراتيجي لتونس بالإضافة إلى تعطل مشروع تبرورة لسنوات طويلة.
وقال “إن الجهة ملّت الوعود الوهمية، وهي تأمل ألا يتكرر هذا النهج مع رئيسة الحكومة الحالية، وأن تحظى مشاغلها بالاهتمام الحقيقي وبالتنفيذ”.
من ناحيته، أوضح والي صفاقس، فاخر الفخفاخ، أن من أبرز طموحات وانتظارات أبناء الجهة التي سيعمل على تجسيدها بمساعدة السلط المركزية، ملعب كرة القدم وتطوير ميناء الصخيرة وكذلك المنطقة اللوجستية وتطوير نشاط مطار صفاقس.