من المنتظر أن تشهد أسعار أضاحي العيد هذه السنة ارتفاع ما بين 100 و150 دينار مقارنة بالموسم الفارط حيث سيكون السعر المتوسط
للأضحية بين 500 و550 دينار وذلك حسب ما أكده عدد من التجار وممثل الإدارة الجهوية للتنمية الفلاحية بسيدي بوزيد في تصريحات ل(وات).
وذكر رئيس دائرة الإنتاج الحيواني بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بسيدي بوزيد محمد حمدوني أن فقدان الأعلاف وارتفاع أسعارها إضافة إلى الجفاف وندرة وغلاء الخرفان المعدة للتسمين من أبرز الأسباب التي أدت إلى ارتفاع أسعار الأضاحي مشيرا إلى تراجع عددها بولاية سيدي بوزيد من 313 ألف أضحية الموسم الفارط إلى 269 ألف هذه السنة منها حوالي 40 ألف للاستهلاك المحلي و229 مخصصة لبقية الولايات.
ولفت في هذا الصدد الى أن تربية العلوش بالجهة تتركز بالخصوص بمعتمدية جلمة (100 ألف رأس) تليها سيدي بوزيد الشرقية (30 ألف رأس) ثم سيدي بوزيد الغربية
(20 ألف رأس) ثم الرقاب (19 ألف رأس) ثم سوق الجديد (15 ألف رأس) مؤكدا أن الحالة الصحية للقطيع عادية وعمليات المراقبة متواصلة ولم تسجل أية حالات مرضية.
من جهة أخرى شدد عدد من المربين على أن غلاء المادة العلفية وعدم توفرها بالمسالك الرسمية أضر كثيرا بتربية العلوش بصفة خاصة وبقطيع الأغنام بصفة عامة بالجهة
حيث ذكر إبراهيم مصباحي أحد المربين أن قطاع تربية الأغنام أصبح مصدر قلق للعديد من العائلات ولم يعد يستهوي التجار بسبب الخسائر المتكررة و المنجرة أساسا عن تتالي سنوات الجفاف وفقدان الأعلاف الطبيعية المتمثلة في المراعي والالتجاء إلى شراء الأعلاف بأسعار مشطة.
ولفت في هذا الخصوص إلى أن السنوات القادمة ستشهد انهيار متواصل للمنظومة بعد فشل مختلف الحلول التي أعلنت عنها الدولة وخاصة منها توفير الأعلاف المدعمة والقضاء على التلاعب بها في السوق السوداء.
من جهتها اتخذت السلط الجهوية والمحلية بسيدي بوزيد بالتنسيق مع مختلف الأطراف المعنية العديد من الإجراءات للحفاظ على السمعة التي اكتسبتها الولاية منذ سنوات في مجال تربية الأغنام والخصوصيات المنفردة في إنتاج العلوش والقضاء على التجاوزات التي يمكن أن تقع من ذلك تخصيص فضاءات للانتصاب اليومي ومنع البيع العشوائي وتكثيف حملات المراقبة لتفادي ظواهر الاحتكار والحد من نشاط الدخلاء في القطاع.
وفي هذا الصدد أكد رئيس بلدية سيدي بوزيد منصور عبدولي أنه من المنتظر ان تفتتح نقطة بيع للأضاحي بالكلغ من المنتج إلى المستهلك بعد الانتهاء من الإجراءات الإدارية للازمة بالإضافة إلى الحفاظ على نقاط البيع المعروفة بالأسواق الأسبوعية وبالبطاحي بمختلف المعتمديات .
يذكر انه يوجد بسيدي بوزيد أكثر من 344 ألف أنثى أغنام منتجة وحوالي 25 فاصل 5 ألف بقرة منتجة و51 ألف أنثى ماعز منتجة ويساهم ب 9 فاصل 6 بالمائة من الإنتاج الوطني حيث تختص الولاية بإنتاج العلوش النجدي أو كما يسميه التونسيون بـ”العلوش العربي” أو “البلدي” وهو ذو أصول بربرية تونسية قدم إلى تونس من الجزائر ويتميز قطاع الماشية باعتماده في التغذية على المراعي الطبيعية التي تتنوع فيها الأعشاب وندرة اللجوء إلى الأعلاف المركبة وذات النسبة العالية من المواد الكيمياوية.