أكّد الأمين العام المساعد بإتحاد الشغل المسؤول عن الهجرة والتونسيين بالخارج عبد الله العشّي، اليوم الإربعاء، في قفصة، أنّه ليس للإتحاد مواقف مُسبقة من الإستفتاء حول مشروع الدستور الجديد وأن لهياكله وحدها أن تقرّر الموقف منه بعد الإطلاع على محتوى وفصول هذا الدستور.
وأوضح، لدى إشرافه بدار الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة على إحياء الذكرى 55 لوفاة الزعيم الوطني والنقابي أحمد التليلي، أنّه من غير المعقول أن يُصدر الإتحاد موقفا من مسألة أو موضوع لم يطلع عليهما بعد، مضيفا أن موقف الإتحاد سوف يكون إيجابيا من الدستور ومساندا له في حال حافظ على الحرّيات والمكاسب وحقّ الإضراب وعبّر عن طموحات الشعب والشغالين والمجتمع المدني وعزّز المكاسب التي تضمنها دستورا 1959 و 2014 .
وبيّن عبد الله العشّي أن الاتحاد ينتظر من الحكومة أن تفتح حوارا جديا لتفادي مزيدا من التوتر، من شأنه أن يُفضي إلى تحقيق مطالب الشغالين التي نفذ من أجلها إضرابا عاما في مؤسسات القطاع العام يوم 16 جوان الجاري، والايفاء بوعود سابقة، وخاصة منها تطبيق الاتفاقات السابقة وفتح المفاوضات في الوظيفة العمومية والقطاع العام حول الزيادات في الأجور، بعد ارتفاع نسبة التضخم الذي يتطلب حسب قوله ” تعديلا في الأجور”.
وأشار إلى أن الاتحاد يريد الإستقرار الإجتماعي للبلاد ومنفتح على التفاوض والحوار من أجل حلحلة الأوضاع، مؤكدا أنّه منذ الإضراب لا توجد إلى الآن، أي قناة إتصال مع الحكومة.
وأحيا الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة الذكرى 55 لوفاة أحمد التليلي، الذي يعتبر من المؤسسين الأوائل لإتحاد الشغل سنة 1946، والمعروف خاصة بإنخراطه في الكفاح المُسلّح ضد الإستعمار الفرنسي، وبدفاعه القوّي عن إستقلالية العمل النقابي وعن المسألة الديمقراطية صلب الحزب الدستوري الذي حكم البلاد سابقا.
وإستنكر الامين العام المساعد ما وصفها بالهجمة الشرسة على الاتحاد، منتقدا لائميه على الخوض في كلّ المسائل التي تهمّ الوطن بما في ذلك الوضع السياسي والإقتصادي، معتبرا أنّ الإتحاد وعبر تاريخه، سواء قبل الإستقلال أو بعده، كانت له مواقفه الوطنية والنضالية والسياسية حول كلّ شؤون البلاد، مستشهدا في ذلك بالزعيم الوطني والنقابي أحمد التليلي الذي كان من مؤسّسي الدولة الوطنية بعد الإستقلال وأشرف قبل ذلك على إنتداب المتطوعين لحمل السلاح لمكافحة المستعمر الفرنسي، وأعطى من جبل عرباطة بقفصة إنطلاق شرارة الكفاح المسلّح ضدّ فرنسا.
وتضمّن برنامج إحياء ذكرى وفاة أحمد التليلي، تقديم مداخلة عنوانها ” الوضع الإقتصادي العام ومقاربة الإتحاد للخروج من الأزمة”، بيّن فيها المحاضر عبد الرحمان اللاّحقة بالخصوص أنّه ليس للحكومة الحالية أيّة سياسة للخروج من الازمة التي تعيشها البلاد، وأن كلّ ما تفعله حاليا هذه الحكومة هو البحث عن حلول للسيطرة عن هذه الأزمة، وخاصة في ظلّ وضع يتّسم بغياب حوار وطني حقيقي.