رغم الارتفاع المسجل في درجات الحرارة منذ صباح اليوم إلّا أنّ هذه العوامل المناخية لم تحل دون توجّه المئات من أهالي الجهة الى السوق الاسبوعية للدواب في مدينة قبلي بغية الظفر بأضحية تتناسب ومقدرتهم الشرائية.
السوق قصدها ايضا منذ ساعات الفجر الأولى العشرات من التجّار والمربّين من داخل وخارج الولاية للتمكّن من الحصول على مكان مناسب للانتصاب بخرفانهم سواء بمدخل هذه السوق أو تحت إحدى الاشجار التي ستظلّهم من حرارة الشمس وتساعدهم في البقاء لساعات أطول برحبة الغنم “السوق”.
وانت تدخل هذه السوق أوّل ما يشدّ انتباهك شدة الاكتظاظ واتساع رقعتها الجغرافية مقارنة بالايام العادية نظرا لكثرة التجار الوافدين عليها والذين يمدحون خرفانهم بالكثير من الجمل والالفاظ التي تتغنّى سواء بسعرها او بسنها او بحجمها… ألفاظ لابدّ لك ان تدرك معانيها او ان تستنجد بمن يفقه في ذلك لتعرف الفرق في سنّ الأضحية بين “الحولي” و “الثني” و” الرباع” و”الجامع” وبالتالي تعرف أيّها يكون لحمها طريا وأشهى للاكل بحسب ما أوضحه العم “علي” أحد روّاد هذه السوق الذي أشار الى الارتفاع المشطّ في أسعار الأضاحي مقارنة بالموسم الفارط ممّا أثّر على عملية الشراء، وفق تقديره.
وأضاف العم “علي” ان سعر أضحية مناسبة لعائلة لا يزيد عدد أنفارها عن اربعة اشخاص لا يقل على 500 دينار في حين يصل سعر الخروف المناسب لعائلة اكبر الى حدود الالف دينار ان لم يتجاوز هذا المبلغ على حدّ قوله وهو أمر عزاه عدد من التجار على غرار ” محمد ” أصيل منطقة نقة من معتمدية سوق الاحد الى الغلاء الكبير في أسعار الاعلاف وعدم توفّرها فضلا عن العناية الخاصة التي تتطلبها عملية تربية وتسمين أضاحي العيد مقارنة بباقي رؤوس القطيع، مشيرا الى أنه ورغم هذا الارتفاع في الاثمان الا أن العرض متوفّر “وكل قدير وقدره” على حد تعبيره، حيث بإمكان كل مواطن اقتناء الاضحية التي تناسبه من حيث السعر دون الالتزام كثيرا بحجمها او بإمكانه أيضا التوجّه الى نقطة البيع بالكلغ للظفر بأضحية على قدر المبلغ الذي يمتلكه من مال
ومن ناحيتها أكّدت الطبيبة البيطرية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية شيماء بوبكر ان عملية الإحصاء التي قامت بها مصالح دائرة الانتاج الحيواني بالمندوبية تشير الى انه من المتوقّع توفير حوالي 12 ألف أضحية بالاسواق الاسبوعية ونقاط البيع الظرفية التي يتم إحداثها بعدد من مناطق الولاية تزامنا مع اقتراب عيد الاضحى وتشمل هذه الأضاحي حوالي 6500 خروف و2000 “بركوس” الى جانب 3500 “برشني”.
وأضافت ان الاحصائيات تشير أيضا الى توفّر حوالي 18 ألف أضحية أخرى لدى الأهالي الذين تعوّدوا تربية أضاحيهم بمنازلهم، داعية المواطنين إلى ضرورة التثبّت من سلامة اضاحيهم عند الشراء مع الاقتصار على تقديم الاعلاف الخشنة من قرط وتبن و توفير الماء بصفة مستمرّة لهذه الاضحية طيلة الايام التي تسبق العيد لتفادي التخمة “البشمة” هذا الى جانب التثبّت من خلوّ الأضحية من المراض الظاهرة عند ذبحها وخاصة منها الأورام (الأكياس) التي يمكن اكتشافها على مستوى الرئتين أو الكبد.