تعتبر شركة “ناني” الألمانية المنتصبة في منطقة سيدي التومي من معتمدية بني خلاد بولاية نابل، والمتخصصة في صنع ألعاب الأطفال، من بين ابرز المصانع المصدرة المنتصبة فى الولاية التى تساهم فى تشغيل اهالي المناطق التى تحتضنها، ويستوجب استقطاب المستثمرين الاجانب عموما توفير الظروف الملائمة والتى من اهمها توفير الاراضي المخصصة للغرض وتهيئة البنية التحتية والربط بالكهرباء والماء.
وتوفر شركة “ناني”، وفق تصريح مديرها العام فولكا كاستن ل”وات”، موارد رزق لحوالي 4 آلاف عامل (95 منهم من النساء)، وهو عدد تضاعف خلال جائحة “كورونا” (كان في حدود الالفي عامل) على خلاف المؤسسات الاقتصادية التى شهدت ركودا خلال هذه الفترة، وذلك نظرا لتزايد الطلب على لعب الاطفال في الخارج خلال فترات الحجر الصحي الاجباري، واكد ان الشركة تبذل قصارى جهدها لتوسيع استثماراتها في تونس خاصة مع تزايد الطلب على اقتناء منتوجها.
ومن مميزات المؤسسة، سعيها منذ تاسيسها (سنة 1978) الى تطوير خدماتها بشكل مستمر وخاصة في تحقيق هدف الوصول الى استعمال المواد الاساسية الوطنية بصفة كلية، حتى انه تم بالفعل استعمال “قوالب” لصنع اللعب محليا، واصبحت الحاجة الى توريد مواد اولية اجنبية تقتصر على بعض الحالات التى تستوجبها طبيعة العمل.
وذكر الرئيس المدير العام للشركة ماك كراوت في تصريح ل”وات” أن الشركة تسعى الى توفير ظروف عمل لائق للعملة (التكييف والمطعم والعمل لمدة لا تتجاوز سبع ساعات ونصف) وتمكينهم من رواتب “محترمة” تتماشى وطبيعة عملهم، ومن منح في الاعياد والمناسبات ومن تغطية اجتماعية، مؤكدا ان اجيالا تتعاقب في العمل بالشركة ما خلق علاقة خاصة مع العملة، ولفت الى أن فرع الشركة في منزل بوزلفة (الشركة تتضمن مصنعا وفرعين اخرين) يشغل حوالي 20 عاملا من ذوي الحاجيات الخصوصية.
من جهتها، شددت المسؤولة عن إدارة الجودة ايناس بوفايد على أن شركة “ناني”، الأولى في العالم في صناعة ألعاب الأطفال بتكنولوجيات متطورة بأيدي تونسية، والتي تعمل على امتداد 24 ساعة في اليوم باعتماد تداول الفرق، تعد شركة طموحة وترغب باستمرار في تعزيز استثماراتها في تونس والتحسين من منتجاتها والترفيع من كمية صادراتها.
وبينت أن الشركة ستقوم خلال السنة الجارية بتصدير 32 مليون لعبة الى دول على غرار ألمانيا وسويسرا والنمسا الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وأنقلترا وقريبا اسبانيا، وهو تطور من شانه ان يعود بالنفع على اهالي الجهة من خلال توفير مزيد من مواطن الشغل
واكد المسؤولون عن الشركة في تصريحاتهم ل”وات” الرغبة في تطوير ظروف العاملين من الاهالي من خلال البرمجة لتنفيذ مشروع واعد بالمنطقة الصناعية بمنطقة سيدي التومي بمواصفات عالمية وذات جودة عالية، يتمثل في انشاء مركز للتكوين، ومحطة حافلات، ورياض اطفال لاستقبال 200 طفل من أبناء الجهة، يتم تنفيذه بالتعاون مع الوكالة الوطنية للتعاون الدولي ومنظمة اليونسيف، الا ان المشروع واجهته عراقيل بسبب ارتباطه بضرورة تدخل السلطات الجهوية المعنية.
ومن ابرز متطلبات المشروع، التى تتطلب تدخل السلطات الجهوية والوطنية ذات العلاقة، وفق مسؤولي الشركة، تهيئة الطريق الفلاحية المؤدية إلى مكان المشروع، خاصة وان حالة الطريق تسببت في خسائر مادية للشركة ناتج عن كثرة الأعطاب التي تطرأ على حافلاتها المعدة لنقل العمال والبالغ عددها 72 حافلة تؤمن 8 رحلات ذهابا وايابا في اليوم الواحد، بالاضافة الى ما يسببه غبار الحافلات عند تنقلها من إزعاج لمتساكني الجهة.
واكدت والية نابل في تصريح ل”وات” التوصل الى حلول بخصوص تعبيد الطريق الموصلة مباشرة الى المنطقة الصناعية سيدي التومي ببنى خلاد والتى قدرت كلفتها بحوالي 7 مليون دينار، وبين كاتب عام الولاية فيصل الجويني بدوره المساعي لانهاء الاشكال الراجع الى صعوبة الوضع الاقتصادي بالبلاد
يذكر أن شركة “ناني” التي انتصبت منذ سنة 1978 في منزل بوزلفة ثم انتقلت في أوت 2021 الى منطقة سيدي التومي بحثا عن فضاء أوسع وأرحب ، تمتلك فرعين بمنطقة منزل بوزلفة وتوجه جميع منتوجاتها للتصدير إلى الخارج.