رغم تحسن الوضع الوبائي المرتبط بجائجة “كورونا”، لم تسترجع الحركة التجارية في السوق التقليدية بمدينة نابل نشاطها بالقدر الكافي، وما زال غالبية التجار يشتكون من نقص حركة البيع والشراء، بعد ان كانت السوق تشهد في السابق صخبا ونشاطا تجاريا مميزا خلال هذه الفترة (فصل الصيف)
وتمتاز السوق التقليدية بنابل بوفرة المنتوج المتنوع من الصناعات التقليدية، حيث تزدان المحلات ذات الشكل العمراني العتيق، بمنتجات تعكس موروث المنطقة من خزف وفخار ونحاس وملابس تقليدية التي تعرض بأسعار اعتبرها التجار “مناسبة”.
ورغم أن السوق تعد وجهة سياحية بامتياز، حيث يجد السائح ضالته فيها، إلا أنها باتت شبه مقفرة من السياح الأجانب، وهو ما يؤكده احد التجار (مراد) الذي يقول في تصريح ل”وات” انه عايش العديد من الازمات والتى من بينها أزمة الخليج، وفترة اندلاع الثورة، وجائحة “كوفيد 19″، الا انه “لم يشهد مثل هذا الركود الذي تعيشه السوق حاليا”.
وابرز احد التجار، وهو حرفي في مجال النحاس (محمد)، اهمية دور الدليل السياحي عادة في جلب السياح الى السوق من اجل اقتناء منتوجات من الصناعات التقليدية، ويؤكد ان ما يحدث في الواقع مغاير تماما على اعتبار ان الدليل السياحى يتعمد، وفق تقديره “تخصيص زيارة السوق في اخر جولات السائح”، وهو ما يجعله غير قادر على التسوق بالقدر الكافي.
وتقول صاحبة محل لبيع القفة والمظلات المصنوعة من سعف النخيل(عربية) انها تعمل في المجال منذ 50 عاما ويعتبر العمل بالسوق مورد رزقها الاصلي الذي يوفر لها ولعائلتها العيش الكريم، وبالنسبة لها فان السائح المحلي الذي يأتي من كل ولايات الجمهورية يقبل بكثرة على اقناء المنتوج من السلع التقليدية.
واجمع التجار في تصريحات متطابقة ل”وات” على أهمية الزيارات التى يقوم بها السائح الجزائري الى السوق التقليدية لاقتناء منتوجاتهم فهو يعتبر وفق تعبير عدد منهم “ملاذهم الوحيد” في ظل الازمة التى يعيشها القطاع
وتذمر التجار من استمرار إغلاق الحدود البرية بين تونس والجزائر (من الجانب الجزائري)، والتى لم تعاود حركتها العادية بعد منذ بداية انتشار جائحة “كورونا”.
ويعتبر عدد من التجار من فئة الشباب، وهم في اغلبهم من ابناء اصحاب المحلات، ان العمل بالسوق هدفه
الحفاظ على مهنة الاجداد فهو بمثابة “الارث التاريخي الثمين الذي يجب الحفاظ عليه ولايجب التفريط فيه حتى في أحلك الأزمات”، وفق تعبير ابن صاحب محل بالسوق (أمين)
وتشكل السوق التقليدية بنابل أهمية اقتصادية كبيرة خاصة مع تداخل قطاع الصناعات التقليدية مع مهن أخرى على غرار النجارة والحدادة، حيث يقول احد الباعة الشبان بالسوق (محمود) انه كان يملك محل حدادة واضطر لغلقه بسبب تراجع السياحة في المنطقة، ولجا للعمل مع احد اقربائه بالسوق بحثا عن لقمة العيش
ويعد قطاع الصناعات التقليدية بولاية نابل 230 مؤسسة مصدرة، ويحقق مداخيل من الصادرات تصل الى 20 مليون دينار، الا ان هذا الرقم انخفض خلال السنتين الماضيتين الى 14 الف دينار، وتراجع عدد السياح الاجانب خاصة من الجزائر وليبيا بسبب جائحة “كورونا”