“بين الصعوبات الهيكلية وتردد صندوق النقد…الاقتصاد التونسي وساعة الحقيقة ” و” دروس السلطة …وسلطان العدالة ” ومحاكمة أم مسرحية ..أم معركة بين خصمين ؟ ” و” اطفاء الحرائق مسؤولية سياسية أيضا ” مثلت أبرز عناوين الجرائد التونسية الصادرة اليوم الخميس 21 جويلية 2022 .
بين الصعوبات الهيكلية وتردد صندوق النقد…الاقتصاد التونسي وساعة الحقيقة
(جريدة المغرب)
“ان تبشير الحكومة بعقد الاتفاق مع الصندوق بمناسبة هذه الزيارة مجانب للصواب وأن المؤسسة المالية الدولية مازالت غير متحمسة للتسريع في ابرام هذا العقد والذي توهت الحكومة أن سيحصل خلال الثلاثي الأول من هذه السنة ”
“فكل المؤشرات تفيد بان هذا الاتفاق لن يحصل قبل نهاية هذه السنة في أحسن الأحوال وأن سبب انتظار الصندوق هو عدم اقدام الحكومة على بداية تنفيذ برنامجها خاصة في الرفع التدريجي للدعم وفي معالجة الوضعيات المختلفة للمؤسسات العمومية وذلك لأن الحكومة بعد الترفيع في أسعار المحروقات والكهرباء والغاز خلال الأشهر الأولى لهذه السنة أمسكت عن المواصلة منذ شهر أفريل لاعتبارات سياسوية واضحة وهي “انجاح” الاستفتاء وعدم تأجيج الغضب الاجتماعي ” .
“ويبدو أن المفارقة بين اعلانات الحكومة وممارساتها هو الذي جعل الصندوق مترددا وغير مقتنع بالالتزام الفعلي والعملي بالاصلاح والفصل الضروري بين الاعتبارات السياسوية اليوم والانتخابات التشريعية وبين ضرورة الشروع في الاصلاح دون انتظار الاتفاق مع صندوق النقد “.
دروس السلطة ……..وسلطان العدالة
(جريدة الشروق)
“استنطاق رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بما يحمله من رمزية مكثفة سياسيا حمال رسائل متعددة داخليا وخارجيا ليس أقلها تدشين مرحلة من فتح الملفات المتعلقة بمن حكموا البلاد في العشرية الأخيرة والتي يجب أن لا تغادر مربع التناول القضائي الصرف ضمن قصور العدالة بعيدا عن قصور السياسة اذا ما أردنا التاسيس لدولة القانون والمؤسسات ولدرء كل فجوة للتشكيك في الأحكام القضائية لقضاء اعترف رئيس البرلمان المنحل بأنه كان مستقلا في تعاطيه مع قضية “نماء ” التي يحاكم من أجلها ”
“فبعيدا عن قرار قاضي التحقيق بالقطب القضائي لمكافحة الارهاب الذي لم يصدح ببراءة رئيس حركة النهضة على عكس المتداول من سرديات واكتفى باصدارر قرار بتحجير السفر ، فان مثول الغنوشي أمام العدالة يؤذن بحد ذاته بتغير رياح السياق السياسي داخليا واقليميا والتي تجري بعكس ما يشتهيه تيار الاسلام السياسي الذي كان الحاكم المطلق بأمره في دول الربيع العربي والذي انحسر مده في كل الدول التي تقلد فيها السلطة وآخرها تونس نتيجة أخطائه وحصيلة حكمه الكارثية على أوضاع التونسيين وهو ما جعل سيطرتهم على منظومة السلطة بصدد اغلاق قوسها الأخير ”
محاكمة أم مسرحية ……أم معركة بين خصمين ..؟
(جريدة الصحافة)
“بعض المراقبين يرون في المحاكمة نوعا آخر من الصراع ، فهي ليست قانونية ولا حقوقية ولا تمت للملفات والقضاي بأي صلة ، لكنها نوع من تصفية حسابات بين خصمين سياسيين ، لا يستطيع أحدهما أن يضر بالآخر مباشرة عن طريق السجن أو عن طريق تصرف عنيف فيلجأ كل منهما الى طريقة تمس بالصورة أوالمشهد أوالنموذج والمكانة الاعتبارية لخصمه ، من أجل اذلاله والحط من كرامته وتهشيم صورته أمام أنصاره وأمام الرأي العام “.
“وهنا يقول الصحفي والكاتب محمد صالح مجيد ” لايريد قيس سجن الشيخ ” هو يدرك الآن أن الشيخ في سجنه وان كان خارجه .هم قيس سعيد أن يتأكد من زوال صورة الشيخ الزعيم الذي يعد المساس به خطا أحمر …الجولة الأولى بينهما كانت حادثة البرلمان والجولة الثانية القاصمة هي حادثة ختم الأبحاث ”
“قراءات أخرى رأت في محاكمة أمس كسر عظم بين خصمين سياسيين لا أكثر ولاأقل ، ولم يكن هدفها لا فتح الملفات ولا معرفة الحقيقة ، ولا انفاذ القانون ، بقدر ما كانت الغاية منها هي تسريب تلك الصور من داخل الجلسة لراشد الغنوشي وهو في موضع الاتهام محاطا بمحامييه يجيب على أسئلة القاضي وتلك غاية من خططوا لهذه المحاكمة ” .
اطفاء الحرائق ….مسؤولية سياسية أيضا
(جريدة الصباح)
“حريق بوقرنين ومعه كل حرائق المواسم السابقة يحمل اشارة لا تخفى الا على جاهل أوقصير الفكر والنظر بأن سياسة الهروب الى الأمام واطفاء الحرائق لا يمكن أن تعزز حصانة البلاد ومناعتها من كل المخاطر المناخية والبيئية في ظل التحولات المناخية التي يواجهها العالم ما خفي منها وما ظهر …صحيح أنه وكما في كل المصائب والمحن ، فان مؤسسة الجيش الوطني والحماية المدنية حاضرة وبامتياز في كل الاختبارات لمنع امتداد اللهيب وتجنب الأسوأ …على أنه وبرغم كل اللقطات البطولية والصور المتداولة على المواقع الاجتماعية ما يستوجب الانتباه وأكثر من أي وقت مضى أننا في تونس نعيش على الهامش في مختلف مسارات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والثقافية وغيرها ، تماما كما أن سياسة استباق المخاطر واستشعار الخطر ليست على رأس الأولويات ولا حتى في آخرها “.
“وان كنا على قناعة بأن رجال الاطفاء على الميدان كانوا في حجم المسؤولية وقاموا بعمل جبار في مواجهة النار واطفاء اللهيب المتأجج ومنع امتداد الكارثة …وهي مهمة ومسؤولية لا يقدر عليها من هب ودب اذ أن أول وأكثر ما تحتاجه هذه المهنة بالاضافة الى الشجاعة وضوح الذهن لتحديد مواطن الخطر وتطويقه حماية للبلاد والعباد …فالشجاعة والاقدام نقيض التهور الذي لا يعرف مدى لامتداده وارتداده …هناك حرائق متأججة تخفينا نيرانها وهي تجتاح الغابات والجبال والحقول وقد تكون نتيجة التحولات المناخية والاحتباس الحراري وهناك حرائق اجرامية من صنع الانسان وجب استباقها والتصدي لها ولكن هناك بالتأكيد حرائق بالمعنى المجازي تتمدد وتأكل الأخضر واليابس وقد وجب الاستنفار والتصدي لها فعلا وقولا “