“دروس الاستفتاء” و”نصف الجسم الانتخابي لم يصوت في الاستفتاء … الاغلبية الصامتة من يقنعها؟” و”الى أين نمضي في ظل انقسام التونسيين؟” و”بعد تثبيت شرعيته وتدعيم مشروعيته … كيف سيخوض قيس سعيد مواجهاته القادمة مع معارضيه؟”، مثلت أبرز عناوين الصحف التونسية الصادرة، اليوم الاربعاء.
“دروس الاستفتاء”
صحيفة (الصباح)
“الرئيس مطالب لا فقط بالبحث بسرعة في تصورات واضحة لحلول ناجعة لتجاوز الازمة المالية والاقتصادية التي تتخبط فيها البلاد منذ سنين، وازدادت تأزما خلال الفترة الاخيرة ومن علاماتها ارتفاع مخاطر الديون والتضخم وارتفاع أسعار المواد الاساسية وكلفة المعيشة وانتشار الفقر وتدهور مستوى الخدمات العمومية في الصحة والتعليم والنقل”.
“بل هو أيضا مطالب بتغيير الخطاب والعمل على تجاوز سردية التقسيم والمرور الى اعتماد سياسة التجميع والانصات الى جميع التونسيين المعارضين له والمنتقدين لمساره وأفكاره، قبل أنصاره، وأن يضع في اعتباره أن ثلاثة أرباع الناخبين المسجلين لم يصوتوا وأن ربع الناخبين قاطعوا الاستفتاء”.
“نصف الجسم الانتخابي لم يصوت في الاستفتاء … الاغلبية الصامتة من يقنعها؟”
جريدة (الشروق)
“تجمع مختلف القراءات على أن البلاد مرت على المستوى السياسي الى مرحلة أخرى من تاريخها الحديث اثر الاستفتاء الذي سينبثق عنه مشهد آخر سياسي واقتصادي واجتماعي. ولئن يستشهد المناصرون لمشروع الدستور باقبال مليونين ونصف من الناخبين على مراكز الاقتراع في مقابل الضفة المناهضة التي ترى أن نسبة من لم ينتخب وصلت الى 75 بالمائة فان الثابت وأن 54 بالمائة من مجموع الجسم الانتخابي يرفض بتاتا القيام بهذا الواجب المواطني في ظل عدم اقتناعه بالعرض السياسي المطروح انطلاقا من الاحزاب الموجودة منذ 2011 وصولا الى رئيس الجمهورية الحالي ولا تستمع بالتالي ولا تنصاع لدعوات أي طرف سياسي وهي ما تسمى بالاغلبية الصامتة التي تصدح بمواقفها في الشأن العام افتراضيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيما ترفض الذهاب نحو مراكز الاقتراع والتصويت على المنتوج السياسي المعروض وهي الظاهرة التي لا تختص بها تونس بل تشمل المحطات الانتخابية في العالم”.
“الى أين نمضي في ظل انقسام التونسيين؟”
صحيفة (المغرب)
“اننا اليوم أمام توازنات سياسية جديدة قدمت صورة تفيد بأن البلاد مصطفة صفين متقاربين في الثقل وفي نقاط الضعف. فالصف الاول المتمثل في صف المساندين للرئيس ومشروعه يمثل حوالي 21 بالمائة من الجسم الانتخابي التونسي وهو بدوره صف غير متجانس أو موحد ولا تجمعه مقولات واحدة بل جمعته متناقضات وشخصية الرئيس، كذلك الصف المعارض له والذي يعبر عن نفسه اليوم بكتلة المقاطعين الناشطين الذين يمثلون تيارات سياسية متناقضة ومتنافرة ولكن يجمعهم مشترك واحد وهو رفض مشروع الرئيس”.
“بعد تثبيت شرعيته وتدعيم مشروعيته … كيف سيخوض قيس سعيد مواجهاته القادمة مع معارضيه؟”
جريدة (الصحافة)
“لم تنتظر المعارضة اعلان النتائج فسارعت مباشرة، اثر غلق صناديق الاقتراع، الى اصدار بيان حمل توقيع جبهة الخلاص الوطني، اعتبرت فيه أن الرئيس، قيس سعيد، فشل في نيل التزكية الشعبية لمشروعه الانقلابي وفقد بذلك كل مبرر للاستمرار في الحكم وعليه الاستقالة وفسح المجال لتنظيم انتخابات عامة رئاسية وتشريعية سابقة لاوانها”.
“اذن النتيجة بانت بوضوح، المواقف حدية من الطرفين ولا مجال لاي حوار بل حتى امكانية الاعتراف أو فتح قنوات اتصال باتت أمرا مستحيلا وهو ما يعني تواصلا لسياسة التجاذب والخضرمة والقطيعة، التي تخلق حالة استقطاب ثنائية، عاشت على وقعها البلاد الان أكثر من عام. بل هو استقطاب يرتقي الى مستوى نفي الاخر وعدم الاعتراف به مطلقا بما يعقد بناء المشهد السياسي الجديد الذي كان بامكان المعارضة أن تجد لنفسها مكانا فيه لو أنها اختارت أن يكون بيانها أقل حدة ولو اعترفت بهؤلاء الذين ذهبوا وصوتوا وأعطتهم حقهم المعنوي باعتبارهم مواطنين تونسيين يختلفون معها”.