لم يتوقف الفنان حسان الدوس عند نمط موسيقي واحد خلال عرضه “حسان الدوس وأوركسترا” على ركح المسرح الروماني بقرطاج، الليلة الماضية، ضمن الدورة 56 لمهرجان قرطاج الدولي. بل جاء العرض محمّلا بأسلوب غنائي متنوع تفاعل معه جمهور غفير اهتزّت على رقصاته مدرّجات مسرح قرطاج.
وتُعدّ إطلالة هذا الفنان على ركح قرطاج بعرض “حسان الدوس وأوركسترا” هي الثانية له بعد عرض “الكرنفال” سنة 2018. ويظهر تفرّد الدوس بفنه في عدم توقّفه عند أسلوب موسيقي واحد، بل واظب على تطوير أدائه الغنائي وتنويع موسيقاه، خاصّة وأنه اشتهر بأدائه الأوبرالي المتميّز وحضوره الركحي المتفرّد.
وكان حسّان الدوس مرفوقا خلال العرض بجوقة موسيقية قادها المايسترو فادي بن عثمان. وقدّم لجمهوره 18 مقطعا غنائيا من ضمنها ثلاث أغاني أوبيرالية، ومنها ما هو مستوحى من التراث التونسي أداها على إيقاعات موسيقى البوب، مستلهما هذا التصوّر الفني من النجم العالمي الراحل “مايكل جاكسون” الذي تأثّر به وغنى له “Earth song” مع نهاية الحفل.ودام العرض حواليْ ساعتيْن، وتألف من مجموعة من الأغاني الخاصة بهذا الفنان الشاب الصاعد. واختار الدوس استهلال عرضه بالأغاني الأوبيرالية، فأدّى للفنان الإيطالي ” آندريا بوتشيلي” أغنيته الشهيرة ” Con te partir?” وللفنان اليوناني ” ديميس روسوس” أغنية “Quand je t?aime” ومن بين الأغاني الأخرى التي ردّدها رفقة الجمهور “عشقة” و”يا ولدي” و”قطوسة الرماد” ورائعته “بيدو خال” التي غنّاها على ألحان البيانو وتفاعل معها الحاضرون بإضاءة مصابيح هواتفهم الذكية، فتلألأت مدرّجات المسرح.
وشنف آذان الحاضرين بأغنية “يا ولدي” التي ألّف كلماتها رفقة والدته، وسجّلت حضورها في الصفوف الأمامية لتشجيعه، وأهداها إليها بالمناسبة وإلى كلّ الأمهات التونسيات. كما تغنى بالوطن في أغنية حملت عنوان “أحنا تونس”، إلى جانب تأدية مجموعة أخرى من أغانيه الخاصة على غرار “تبّعني” و”شطحة” و”هوّاه” و”عصفور سطح” التي أهداها للأستاذ أنور براهم.
وبلغ إيقاع العرض ذروته مع أغنية “طاير” التي أعاد أداءها في مناسبتين استجابة لرغبة الجمهور. وهي مقطع موسقيّ يتغنّى فيه الدوس بتونس وبثقافتها وحضارتها الموغلة في التاريخ.وبالإضافة إلى الغناء والموسيقى، بدا العرض فنيا متكاملا. وحاز على عناصر الفرجة من سينوغرافيا وأزياء، وجمع أيضا بين الكوريغرافيا والغناء. وقد وظّف حسّان الدوس بذلك طاقاته الأوبرالية بما هيّ فن يجمع بين الرقص والتمثيل والغناء. وقد جاءت مضامين الأغاني حبلى بمعاني الحرية والسلام والعدالة والتسامح بين الأديان وتفاعل الثقافات والحضارات.
وقال حسّان الدوس، خلال الندوة الصحفية التي تلت العرض مباشرة، إنه اختار أداء الأغاني باللغة العربية وفاءً للموروث التونسي، رغم أنه يجيد أداء الأغاني الأوبرالية، مضيفا أنه يطمح إلى العالمية.
كما أكّد أن جائحة كورونا تسبّبت في إلغاء عروضه بالخارج، مشيرا إلى أنه سيقدّم هذا العرض في فرنسا قريبا، وهو عرض غير مخصّص للتونسيين فقط بل هو لجميع الفرنسيين.
ويعتبر حسان الدوس من أجمل الأصوات الأوبرالية في تونس. وهو متحصل على الماجستير في الغناء العربي من المعهد العالي للموسيقى بتونس وشهادة الأستاذ في الغناء بجامعة الموسيقى والفن المسرحي بمنشن الألمانية.
ونال “جائزة شباب الأمل” في المناظرة العالمية للغناء الأوبرالي “فيفونا” بفرنسا. وشارك في العديد من التربصات وماستر كلاس للسوبرانو الأمريكية “سنتيا جاكوب” والباس الإيطالي “روناتو برونسن”. ولعب دور “دون بازيلو” في الأوبرا “الناتزا دي فيجارو” وذلك ضمن الإنتاج الصيفي بموموريون بفرنسا، ولعب كذلك دور الدوك “دو منتو” في الأوبرا الفردي “رغولاتو”.