حلقت مجموعة دار الغرناطية ومجموعة الفنّان محمود فريح مساء أمس بجمهور الدورة 49 لمهرجان المنستير الدولي في رحلة بين الدول المغاربية عبر وصلات متنوعة وعرض مغاربي للموسيقي الأندلسية تمازجت فيه الأغاني والأصوات الجزائرية والتونسية في رحاب معلم الرباط الأثري الكبير بالمنستير.
وانطلق العرض في جزئه الأوّل بوصلات أندلسية من الصنعة الجزائرية منها أغنية فيها تحية إلى المنستير وأهلها وتونس وشعبها، ثم أغنية “هي هي” التراثية، ومقطوعة أندلسية مغربية “يا جمال الوجه” وجزء ثان خصص للمالوف التونسي مع عودة إلى الصنعة الجزائرية أو المالوف أو الموسيقي الأندلسية وكان هناك تناسق بين الوصلات و” لا يلاحظ المستمع الفرق بينها باعتبار أنّه تراث موسيقي واحد” حسب رأي الفنّان محمود فريح.
وأكد رئيس الجوق بجمعية دار الغرناطية بمدينة القليعة بالجزائر سعودي محمّد شريف أنّ العرض فيه “تواصل مستمر في الميزان والأداء ولم تكن هناك قطيعة”. وأضاف في تصريح لوات ” لم نقدم تراثا أندلسيا بحتا بل قدمنا البعض من الشعبي والعصري والأندلسي ليتعرف الجمهور على ثراء تراثنا الموسيقي بالجزائر” مع تقديم برنامج جديد تضمن “يا طارف الطول” وهي أغنية من تلمسان، و”منصابني قبري ونطير” وهي أغنية من التراث الشعبي و”ياشهلة لعياني.
وأدى الفنّان محمود فريح “جمال الوجه”، و”امان امان يا ربي انت رجائي” و”مغيار العيشة مرة ليل ونهار” وأدى الفنّان الجزائري أكرم رزق الله “العين الزرقة” وغيرها. وتفاعل الجمهور مع هذا العرض وردد مع الجوق المغاربي العديد من الأغاني التونسية أو المغاربية التي كان يحفظها.
ونوه نائب رئيس جمعية دار الغرناطية للموسيقى الاندلسية بمدينة القليعة قرب الجزائر العاصمة نور الدّين لابري، بنجاح العرض وتفرد الجمهور الحاضر.
وتغيّب لأوّل مرّة جوق جمعية هواة الموسيقي الاندلسية بالمغرب بسبب وفاة رئيسها الشرفي الدكتور عبد الله شريف وزاني غير أنّهم كانوا حاضرين في العرض عبر “يا جمال الوجه”.
وكان الجوق المغاربي توقف عن العمل لمدّة ثلاثة سنوات بسبب جائحة كورونا غير أنّ نشاط الموسيقي الأندلسية في المغرب والجزائر متداول بكثرة إذ يقام عرض أسبوعيا في منطقة ما في حين من النادر في تونس أن تجد عرضا للمالوف حسب الفنّان محمود فريح الذي ثمن دور الجمعيات الثقافية التي تشتغل على المالوف والتي “ليست لها غاية ربحية بل هي تناضل للمحافظة على هذا التراث من الاندثار وهي رسالة الموسيقيين التونسيين للمحافظة على تراث بلادهم.
وشهدت سنة 2012 ظهور مبادرة للم الشمل ثقافيا وفنيا بين جمعية الشباب للموسيقي العربية بالمنستير وجمعية دار الغرناطية للموسيقى الاندلسية بالقليعة بالجزائر ثم توسعت التجربة مع انضمام جمعية هواة الموسيقي الاندلسية بالمغرب وأحدث عندها الجوق المغاربي للموسيقى الاندلسية.