أعلنت وزارة التجهيز أنها ستقوم بتعبيد جزء من الطريق الوطنية رقم 3 بولاية بن عروس عبر استخدام نفايات البناء والهدم المعاد تدويرها وذلك بموجب اتفاقية تعاون وقعتها ، الإربعاء، مع مركز الدراسات والخبرات والبيئة والتنقل والتهيئة الفرنسي.
وتندرج هذه الاتفاقية، التي تؤسس لتجربة نموذجية في مجال استخدام نفايات البناء والهدم، في اطار مشروع تطبيق الابتكار لتطوير الاقتصاد الدائري للبناء المستدام للبحر الأبيض المتوسط المعروف تحت إسم ” ريماد ” الذي تبلغ ميزانيته 1ر3 مليون أورو.
وكشفت وزيرة التجهيز سارة الزعفراني، خلال حفل توقيع الاتفاق الذي حضره مسؤولون من تونس وفرنسا، ان المشروع النموذجي يتمثل في تعبيد 1 كلم على مستوى الطريق الوطنية عدد 3 بولاية بن عروس من النقطة الكيلومترية 9 الى النقطة 11 .
وبينت ان المشروع يتمثل في تعبيد النقطة الكيلومترية 9 – 10، عبر استخدام المواد التقليدية في حين سيتم تعبيد النقطة الكيلمترية 10 – 11 من الطريق باستخدام مواد الهدم والبناء المعاد تدويرها.
وسيخضع الجزء الأول والثاني من الطريق، الى عملية مقارنة وتفقد ومعاينة من خلال استخدام التكنولوجيات الجديدة للتقييم واعداد دليل لتثمين النفايات الناجمة عن البناء والهدم في مجال تشييد الطرقات وفق الزعفراني.
واعتبرت الزعفراني ان إختيار الطريق الوطنية رقم 3 ببن عروس الى عدة عوامل من بينها وجود مسارين وعدم وجود مشاريع صيانة وقرب الطريق من مواقع انتاج المواد الطبيعية وكذلك توفر نفايات ناجمة عن البناء والهدم.
ولاحظت ،في سياق مصتل، ان تونس تعاني من التلوث جراء القاء النفايات الناجمة عن البناء والهدم على الطرقات والفضاءات العمومية مما اثر على المشهد الحضري كما تشكل في احيان كثيرة سببا للفيضانات على مستوى المدن.
واطلق مشروع “ريماد” او اعادة الاستخدام على مستوى البحر الابيض المتوسط بفعل الحاجة إلى الحد من الآثار البيئية والصحية الناجمة عن الفشل في إدارة نفايات البناء والهدم ويهدف إلى نقل وتجربة تكنولوجيات جديدة تمكن من تحويل الفواضل الناجمة عن أشغال الهدم.
ويشمل المشروع بناء محطات وحدات تكسير وغربلة لإعادة رسكلة نفايات الهدم والبناء بهدف إستعمالها في إطار تجربة نموذجية بإحدى الطرق بأحواز العاصمة وذلك ببناء جزء من الطريق بطول 1 كلم بالمواد المرسكلة وجزء ثاني بنفس الطول بإستعمال المواد الطبيعية.
ويهدف المشروع، كذلك، إلى ابتكار ونقل وتجربة تقنيات جديدة لتحويل نفايات البناء والهدم لبناء وصيانة الطرقات في مناطق البحر الأبيض المتوسط علما وان الاتحاد الأوروبي يساهم في تمويل المشروع بنسبة تقارب 90 بالمائة.
وتشارك في هذا المشروع كل من تونس عبر وزارة التجهيز والإسكان ووزارة البيئة وفرنسا من خلال مركز الدراسات والخبرات والبيئة والتنقل والتهيئة الفرنسي وإيطاليا عبر جامعة بالارمو ولبنان عبر نقابة مقاولي الأشغال العامة والجامعة الأمريكية.
ويقوم كل من مركز التجارب وتقنيات البناء والمعهد العالي لعلوم وتقنيات المياه بقابس والمعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية والمدرسة الوطنية للمهندسين بتونس وشركة أشغال إفريقيا في لعب دور ميداني على مستوى تنفيذ هذه التجربة في تونس .
وارتفعت نفايات البناء المتراكمة منذ سنة 2000 الى نحو 8 مليون متر مكعب توجد 70 بالمائة بالمدن الكبرى على غرار تونس العاصمة وسوسة وصفاقس وتشكل هذه المواد التي تلقى في الوسط الطبيعي والمصبات العشوائية ، مكامن هامة يمكن اعادة تدويرها.