رئيس الجمهوريّة لوفد من الكونغرس الأمريكي: “الديمقراطية هي روح قبل أن تكون مؤسسات شكلية”


تحادث رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، مساء اليوم الأحد بقصر قرطاج، مع وفد عن الكونغرس الأمريكي، بحضور القائمة بالأعمال بالنيابة بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية بتونس، ناتاشا فرانشاسكي.

وأشار رئيس الدولة بالمناسبة إلى أن “التصريحات التي صدرت عن عدد من المسؤولين في المدّة الأخيرة، غير مقبولة بأيّ شكل من الأشكال لأنّ تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة، فضلا عن أن السيادة فيها للشعب الذي عبّر عن إرادته في الاستفتاء وسيُعبّر عنها في الانتخابات القادمة”، قائلا “إنّ الذي يتأسّف على العشرية الماضية هو الذي كان مستفيدا منها والدليل على ذلك تهريب الأموال وتخريب المرافق العمومية”.

وشدّد على أن “الديمقراطية هي روح قبل أن تكون مؤسسات شكلية”، وأنه لا يمكن أن تتحقق الديمقراطية “إلا في ظلّ عدالة اجتماعية وقضاء مستقل عادل يتساوى أمامه الجميع”، وفق ما جاء في بلاغ لرئاسة الجمهورية.

كما أوضح الرئيس سعيّد “العديد من الحقائق، لدحض الحملات التي يقوم بها أشخاص، معروفو الانتماء، وبيان الممارسات التي سادت على أكثر من عقد
في كل المستويات وأدت إلى مزيد تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية”، مذكّرا في هذا السّياق بمبادئ القانون الدولي التي كرّسها ميثاق الأمم المتحدة
ومن بينها “احترام سيادة الدول والمساواة بينها وعدم التدخل في شؤونها”.

وقد استهلّ رئيس الجمهورية هذا اللّقاء بالتذكير بعديد المحطات التاريخية في العلاقات التونسية الأمريكية منذ أكثر من قرنين. كما تم التطرّق، إلى عدد من المحاور الأخرى المتصلة بالعلاقات بين البلدين والحرص المشترك على مزيد التعاون.

وكانت وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، استدعت يوم الجمعة 29 جويلية 2022، القائمة بالأعمال بالنيابة بالسفارة الأمريكية بتونس، وأبلغتها “استغراب تونس الشديد” من البيان الصحفي الصادر عن وزير الخارجية الأمريكي، انطوني بلينكن، بشأن المسار السياسي في تونس.

وأضافت الخارجية في بيان لها بالمناسبة، أن “استغراب تونس يشمل أيضا التصريحات التي أدلى بها السفير المعين بتونس أمام الكونغرس الأمريكي(قبل يومين)” خلال تقديمه “لبرنامج عمله” أمام احدى اللجان التشريعية، واصفة هذه التصريحات بأنها “غير مقبولة”.

وذكرت الوزارة في ذلك البيان إن تصريحات بلينكن والسفير الأمريكي المرتقب في تونس “هي تصريحات تتعارض كليا مع أحكام ومبادئ اتفاقية فيانا للعلاقات الدبلوماسية”، وإن البيانات الأمريكية “لا تعكس إطلاقا حقيقة الوضع في تونس أو الجهود المبذولة منذ 25 جويلية 2021 لإعادة هيكلة وتأهيل الحياة السياسية على أسس صحيحة ومتينة للإصلاح”.

وقال وزير الخارجية، عثمان الجرندي، الذي استقبل القائمة بالأعمال، ناتاشا فرانشاسكي، إن تلك التصريحات “تدخل غير مقبول في الشأن الداخلي الوطني”، وأن تونس متمسكة بسيادتها الوطنية وباستقلال قرارها وترفض أي تشكيك في مسارها الديمقراطي الذي لا رجعة فيه أو في خيارات شعبها وإرادته التي عبر عنها من خلال صندوق الاقتراع بأغلبية واسعة وفي كنف النزاهة والشفافية..”.

وكان وزير الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن، دعا يوم الخميس 28 جويلية، إلى الاسراع با?قرار قانون انتخابي جامع في تونس، يضمن ا?وسع مشاركة ممكنة في الانتخابات التشريعية المزمع ا?جراو?ها في شهر ديسمبر القادم، على أن تشمل من عارض ا?و قاطع الاستفتاء على الدستور.

ولاحظ في بيان له أن استفتاء تونس على الدستور “اتسم بتدني نسب مشاركة الناخبين”، معبّرا عن انشغال بلاده من ا?ن الدستور الجديد “يمكن له ا?ن يضعف الديمقراطية في تونس، ويحد من احترام حقوق الا?نسان والحريات الا?ساسية”، على حد تعبيره.

وقد عبّرت عديد الأحزاب والمنظمات في تونس عن رفضها لتلك التصريحات الأمريكية واعتبرتها تدخلا في الشأن الداخلي التونسي.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.