دعا رئيس الجمهوريّة، قيس سعيّد، اليوم الأحد، إلى إرساء مقاربة جديدة قائمة على شراكة فعليّة مع كل شركاء إفريقيا في العالم تؤدي إلى نتائج ملموسة وحقيقية تستجيب إلى مطالب شعوب القارّة التي تزخر بامكانيات بشرية وطبيعية هامّة.
وأكد، في إجابة عن سؤال لوكالة تونس افريقيا للأنباء حول وجود مقاربة أو تصوّر مختلف لإفريقيا أكثر تطوّرا وقادرة على التحكّم في مصيرها التنموي والاقتصادي، في ظلّ تعاون وشراكة مع اليابان، أكد على ضرورة أن تكون هذه المقاربة قائمة على “مصارحة أنفسنا بالحقائق”، وعلى ضرورة أن تستفيد البلدان الافريقية من ثرواتها.
وأشار إلى “وجود احتباس فكري في الوقت الراهن يرتكز على مفاهيم تجاوزها الزمن في عالم جديد لا يمكن أن يتشكل الا بناء على قيم انسانية مشتركة”.
واعتبر أن بعض المؤشرات المصرّح بها في عدد من المجالات على غرار التنمية المستدامة، والاحتباس الحراري، ونسب النمو، لا تعكس حقيقة الأوضاع، ورغم أنها يمكن أن تكون صحيحة ومستندة على معادلات رياضية، إلا أنّها ليست بناء على معادلة حقيقية وقراءة صريحة وواقعية للوضع الذي نعيشه اليوم”.
وقال سعيد “إن العالم دخل مرحلة تاريخيّة جديدة تستوجب تكاتف جهود كلّ الأطراف في العالم أجمع بناء على مبادئ تقوم على العدل، والتوزيع العادل للثروات، معتبرا أنّ العدالة المنشودة “لابدّ أن تتحقّق بوسائل مختلفة وبفكر جديد وبمفاهيم متطوّرة”.
وقال رئيس الجمهورية، قيس سعيد، من جهة أخرى، في كلمة له عشية اليوم الأحد، خلال الندوة الصحفية الختامية لقمة “تيكاد 8″، إن تونس نحجت في احتضان مؤتمر طوكيو من أجل التنمية في افريقيا “تيكاد 8” وأنها اثبتت أنها دولة قائمة على المؤسسات وقد تمكّنت من تمرير حزمة خيارات لبناء عالم جديد قائم على التعاون والشراكة.
وأضاف قوله “ان كانت بعض الدول لازالت تراوح مكانها، فإننا في تونس لم نراوح مكاننا والدليل وان القمة انتظمت في أفضل الظروف وأسمعنا صوتنا عاليا لكل الضيوف”.
واستعرض رئيس الدولة، من ناحيّة أخرى، عديد المسائل التي تمت مناقشتها على امتداد يومي 27و 28 أوت الجاري ، والتي تضمّنها إعلان تونس من بينها الاسباب التي حالت دون تقدّم افريقيا.
وأشار سعيد الى ان افريقيا تعاني من المشاكل بفعل عوامل داخلية تتصل بغياب دور الدولة واخرى خارجية تتعلّق بعدم ممارسة الدول الافريقية لحقوقها كاملة في تقرير مصيرها.
ودعا الى ارساء سيادة القانون في الداخل على مستوى كل بلد والى ضرورة احترام القانون الدولي القائم على ميثاق الأمم المتحدة والعدل والقبول بالطرف الآخر.
وشدّد على اهمية التوصل الى حلول قائمة على مقاربة شاملة للاوضاع العالمية خاصة وان جائحة “كوفيد 19″، والحرب بين روسيا واوكرانيا، كشفت عن التفاوت عبر المقبول والمتعلق في حق النفاذ الى المرافق الحيوية على غرار الصحة.
وبيّن ان قمّة ” تيكاد 8″ أثارت ملف القروض التي ترزح تحتها الدول الافريقية والحاجة الى رسلكتها وتحويلها الى مشاريع استثمارية وكذلك العمل على المستوى العالمي على إسترداد الاموال التي تم تهريبها الى الخارج.
ولاحظ ان الدول الافريقية ترغب في إرساء شراكة كاملة مع اليابان وسائر الدول الاخرى التي تتقاسم مع القارة الافريقية التطلّع الى تحقيق نقلة اقتصادية .
ولفت سيعد الى ارتفاع وتيرة العنف على مستوى دول القارة، وظاهرة التطرف التي يتطلب القضاء عليها تطوير نظام التربية والتعليم على مستوى الدول الافريقية، مشيرا في سياق تطرقه الى الأحداث الدائرة في العاصمة الليبية طرابلس الى ان حل هذه الازمة “لايمكن ان يكون الا من طرف الليبين انفسهم دون تدخل اجنبي”.
وخلص سعيد الى ان افريقيا تتوفر على الثروات والطاقات البشرية وان الصعوبات التي تواجهها دولها أدّت الى عكس اتجاه الهجرة الذي كان قائما مع بداية الاستقلال من خلال عودة الكفاءات الى بلدانها لتشهد القارة هجرة للكفاءات في اتجاه الشمال.