يمكن تنشيط ذاكرة مريض الزهايمر وتحسين مزاجه عبر العلاج بالفن على غرار العلاج بالموسيقى والعلاجات الاخرى المرتبطة بتحسين الاداء الوظيفي للمخ دون الاستغناء عن الادوية، وفق ما أفادت به أخصائية طب الشيخوخة المتخصصة في مرض الزهايمر، عفاف الهمامي.
وأشارت الأخصائية، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء، اليوم الخميس، إلى ان الابحاث العالمية أثبتت أن الاستماع إلى الأغاني أو الغناء يُمكن أن يمنح الأشخاص المصابين بداء الزهايمر وغيره من أنواع الخَرَف فوائد عاطفية وسلوكية كما يُساهم الاستماع للموسيقى في تخفيف الضغط النفسي وتقليل القلق والاكتئاب والحد من الغضب.
وأوضحت أن تنظيم ورشات الرجوع الى الماضي والعلاج بالفن بالمراكز المختصة لفائدة مريض الزهايمر يساهم في تحسين سلوكه مع المحيطين به ويجعله اقل عنفا، مبينة ان مرض الزهايمر يسبب اضطرابات سلوكية ووظيفية عديدة منها السلوك العنيف واضطرابات النوم والاكل وغياب التواصل والانطواء.
وشددت على أهمية التشخيص المبكر لمرض الزهايمر ابتداء من سن 30 سنة، والوقاية منه من خلال مراقبة الامراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكري واتباع نظام غذائي متوازن يعتمد على الخضر والغلال وزيت الزيتون وجوز الهند والماء الى جانب ممارسة الرياضة.
ولفتت الى أن تبعات أعراض مرض الزهايمر يمكن ان تؤدي الى الوفاة وذلك عند ملازمة الفراش مما يتسبب في التهابات تنفسية وضمور العضلات مما يسبب تقرحات جلدية وكلها عوامل مباشرة تؤدي الى الوفاة.
ويصيب مرض الزهايمر الخلايا الدماغية بسبب تراكم بروتيين “تاو”و”بيتا أميلويد” مما يسبب موت الخلايا التدريجي ويمس جزءا من المخ ووظائفه (الذاكرة واللغة وطريقة التعامل والاستقلالية والمزاج)، حسب تفسير أخصائية طب الشيخوخة التي أشارت أن الدراسات العلمية أكدت أن وجود نسبة كبيرة من بروتين “تاو” يفضي إلى عواقب ضارة، إذ إن الزيادة غير المستهلكة منه تتحول إلى أنواع سامة، ربما تكون مسؤولة عن إتلاف الخلايا، والدفع إلى انتشار الأمراض التنكسية وتطورها.
كما وجد الباحثون أيضاً أن ذلك البروتين، المعروف باسم “تاو” ، يشكل جزءاً من سلالة أكبر من جينات غير مشفرة تتولى ضبط وتنظيم بروتينات أخرى مشابهة (للبروتين تاو) في الدماغ من قبيل “بيتا أميلويد” الذي يُعتقد أنه عامل رئيس في الإصابة بألزهايمر.
ولفتت الى أن مرض الزهايمر يصيب النساء اكثر من الرجال بمعدل ثلثي الحالات لدى النساء والثلث لدى الرجال وهو مرض يصيب كبار السن لاكثر من 60 سنة.
وتشير آخر الاحصائيات حول مرض الزهايمر، الراجعة لسنة 2014، إلى أن نسبة المصابين بمرض الزهايمر في تونس تقدر بنحو 10 بالمائة من الأشخاص المنتمين إلى الفئة العمرية 60 سنة فما فوق، حسب المختصّة التي أكّدت غياب احصائيات دقيقة حول المرض تشمل جميع ولايات ومناطق الجمهورية.
وتعدّ تونس نحو 1 مليون و500 ألف شخص من الفئة العمرية 60 سنة فما فوق، حسب احصائيات المعهد الوطني للاحصاء في سنة 2018.