قال رئيس الجمعية التونسية للنهوض بالصحة كريم عبد الواحد اليوم الخميس، إن “لتونس كل الكفاءات التقنية والطبية القادرة على ان تجعل منها جسرا بين افريقيا والشرق الاوسط في مجال الصحة الرقمية وحتى تكون بوابة لاستقطاب الاستثمارات والمشاريع المرتبطة بالصحة الرقمية”.
وأكد عبد الواحد في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء على هامش افتتاح مؤتمر الصحة الرقمية بأفريقيا والشرق الأوسط الذي ينتظم على مدى ثلاثة ايام بالحمامات ببادرة من جمعية النهوض بالصحة، الحاجة لان يكون لتونس استراتيجية وطنية للصحة الرقمية التي قال انها باتت “صناعة”.
واشار الى ان اطلاق مصطلح “صناعة ” على الصحة الرقمية يعني بالاساس “استثمارات وقدرة على خلق مواطن شغل للشباب التونسي من خريجي الجامعات الذين بينوا كفاءة عالية في عديد الدول الاوروبية وفي كندا وفي افريقيا والشرق الاوسط والقادرين على خلق ديناميكية جديدة للنهوض بقطاع الصحة الرقمية وتصدير الخدمات الصحية”.
وبين ان تنظيم هذه الندوة الدولية التي تشارك فيها خبرات تونسية وافريقية وشرق متوسطية واوروبية من شانه ان يعمق الوعي باهمية النهوض بقطاع الصحة الرقمية والعمل على استثمار ما يوفره من مكامن كبيرة لتطويع المنظومة الصحية عموما ولمواكبة التحولات العالمية خاصة وان منظمة الصحة العالمية تدعم من منطلق التزاماتها الدولية في اطار “ميثاق جنيف” مشروعا كبيرا للانتقال الرقمي لكل الانشطة الاستشفائية.
ولاحظ ان الانتقال الرقمي الذي بات ضرورة ملحة تأكدت خلال جائحة كورونا ينطلق اساسا من التخلي عن التعامل بالاوراق الى اعتماد الملف الطبي الرقمي وتوفير امكانيات العمل عن بعد للحصول على المواعيد او للمتابعة الصحية او تحليل صور الاشعة.
واشار رئيس جمعية النهوض بالصحة الى ان تونس وخاصة من خلال مركز الاعلامية التابع لوزارة الصحة شرعت في العمل على عدة منظومات واعتماد تطبيقات مجددة تشمل بالخصوص الملف الطبي الرقمي وانشطة المخابر والعيادات عن بعد، مبرزا الحاجة الى اعطاء دفع اكبر لنسق الانتقال الرقمي في المجال الصحي خاصة بتطوير التشريعات المنظمة لهذا الميدان.
ولاحظ في هذا السياق ان تونس تعمل في هذه الفترة على محور هام يتعلق بالتحول الرقمي في مجال السياحة الطبية لتذليل الصعوبات التي يواجهها هذا المجال الواعد وخاصة المتعلق بالاشكاليات الادارية والملفات الطبية من خلال تطبيقات مجددة على غرار الملف الطبي المرقمن بما يتضمنه من تحاليل واشعة ومعطيات تساعد على تقليص فترات الانتظار وتوفر سلاسة في قبول المرضى والتعاطي معهم.
وأبرز ان ميدان الصحة الرقمية مفتوح اليوم على كل المبادرات من المؤسسات الناشئة “ستارت اب” القادرة على توفير حلول رقمية مجددة خاصة وان وزارة الصحة ركزت جهودها في مجال الانتقال الرقمي على التطبيقات التي تستعمل في المستشفيات ومن بينها بالخصوص التصرف في الصيدليات ومتابعة الادوية ومتابعة المخابر وتنظيم المواعيد عن بعد.
ولاحظ أن جمعية النهوض بالصحة التي بادرت بتنظيم هذه الندوة تواصل عملها على تعميق الوعي باهمية التجديد في القطاع الصحي ودفع الصحة الرقمية كاكبر مجال للاستثمار وباعتبار ان تونس قادرة على ان تكون مركز استقطاب للصحة الرقمية.
وافاد من جهة اخرى ان معرض الصحة الرقمية الذي سينتظم بالتوازي مع اعمال الندوة سيوفر فرصة كبيرة للزوار والمختصين للاطلاع على عينات من التطبيقات والحلول الرقمية المعتمدة في مجال الصحة الرقمية وللتعرف على تجارب عدد من الدول في مجال الصحة الرقمية.