تحت شعار “جرجيس تريد الحقيقة” عاشت معتمدية جرجيس (ولاية مدنين) اليوم الثلاثاء على وقع اضراب عام محلي اقره الاتحاد المحلي للشغل بطلب ودعوة من اهالي جرجيس من عائلات مفقودين وجمعيات وفي مقدمتها جمعية البحار، وذلك من اجل كشف الحقيقة وتحميل المسؤوليات في فاجعة دفن جثث مفقودين من حادثة غرق مركب الهجرة غير النظامية بمقبرة الغرباء بجرجيس دون اخضاعها الى الطب الشرعي او دعوة العائلات للتعرف عليها.
واغلقت بجرجيس كل المحلات والمؤسسات واقبل اهلها جماعات فملؤوا الشوارع والانهج في مسيرة قدرها الاتحاد المحلي عبر مختصين ب7 الاف مشارك في هبة شعبية غير مسبوقة، وحقق الاضراب نسبة نجاح ب100 بالمائة في التزام كلي وغير مسبوق لم تعشه المدينة من قبل، وفق الكاتب العام المحلي للشغل بجرجيس الهادي الحميدي.
واضاف الحميدي ان هذا الاضراب بكل تراتيبه التي ضبطها الاتحاد وكل شركائه، اعطى رسالة على القدرة على التنظم والتحضر والمسؤولية والسلمية، مبينا ان رسالة الاضراب الاساسية لكل مسؤولي الدولة ان “جرجيس ليست هجرة وليست مقبرة غرباء بل جرجيس ملف تنمية مسكوت عنه”، وفق تعبيره، وقال ان الاضراب مناسبة للتاكيد على دعوة رئيس الدولة بان “التخفيف من الهجرة بجرجيس وقطع طريقها، يرتبط اساسا بفتح ملف التنمية”.
وبين ان هذا الاضراب خطوة ستعقبها خطوات مقبلة يتم تحديدها لاحقا بالعودة الى سلطات القرار والتنسيق مع الهياكل الجهوية والوطنية وبمدى تجاوب الحكومة مع مطالب جرجيس في البحث وتحميل المسؤوليات في كل من تورط في الجريمة.
واستعرضت جمعية البحار التي تبنت ملف المفقودين بحثا في البحر وبحثا في حيثيات القضية، جهودها عبر الخرجات البحرية التي نفذتها في خمس مناسبات، واكدت عدم تخليها عن قضية جرجيس في البحث عن الحقيقة والعمل على محاسبة من تورط في دفن جثث ابنائها المفقودين في مقبرة للغرباء تستوجب بدورها فتح بحث في شانها وكشف اسرارها.
ودعا رئيس جمعية البحار شمس الدين بوراسين، رئيس الدولة ووزير الداخلية الى الحضور وتعميق البحث في فاجعة ابناء جرجيس وكشف ملابسات “قضية صعبة وشائكة يكتنفها الغموض” حسب قوله.
وبكل لوعة وحزن تحدثت عائلات مفقودين واخرى وارت ابناءها الثرى وحضرت تتقاسم نفس الوجع والالم، جاءت لتنادي عاليا بكشف الحقيقة والبحث عن المفقودين .
وتزامن هذا الاضراب بدفن الجثة السادسة لمفقودي حادثة غرق مركب الهجرة غير النظامية وعلى متنه 18 من ابناء جرجيس التي شيعتها جموع كبيرة في اجواء من الحزن ومنها توجه الجميع امام مقر المعتمدية اين تلوا الفاتحة والنشيد الوطني، ثم خرج الجميع في مسيرة حاشدة ملات كل الشوارع رافعين فيها عدة شعارات وصور المفقودين .