تحول صباح اليوم الثلاثاء، عدد من عائلات مفقودي حادثة غرق مركب الهجرة غير النظامية بجرجيس الى المحكمة الابتدائية بمدنين في اطار جلسة استماع، هي الثانية بعد جلسة استماع اولى شملت عائلات الضحايا الذين تم تحديد هويتهم ودفنهم، ومسؤولين محليين بجرجيس.
ورافق عائلات المفقودين، الذين يبلغ عددهم 11 شخصا بعد العثور على 7 اشخاص تم دفنهم، عدد من مكونات المجتمع المدني وهيئة الدفاع عن ضحايا فاجعة جرجيس التي تطوع لها محامون من ابناء المنطقة.
وحسب ما اعلنت عنه هيئة الدفاع في مناسبة سابقة، فانه ستعرض على عائلات المفقودين الذين سيقع الاستماع اليهم اليوم من قبل قاضي التحقيق المتعهد بالقضية، صور الجثث التي تم اخراجها من مقبرة حدائق افريقيا يوم السبت الماضي، لامكانية التعرف على عدد منها اذا حافظت على ملامحها او ملابسها.
وينتظر ان تصدر اليوم نتائج التحليل الجيني للجثث التي فتحت قبورها وتم اخراجها لرفع عينات للتحليل حتى يقع النظر في مطابقتها مع عائلاتها التي تمسكت بهذا الاجراء بعد شكوك بشان دفن ابنائهم بالمقبرة، خاصة وان 4 جثث سابقة ثبت بعد اعادة اخراجها واخضاعها للتحليل انها من بين مفقودي فاجعة جرجيس.
ويتواصل تواجد العائلات امام المحكمة في انتظار الاستماع اليهم والتعرف على نتائج التحليل الجيني وسط دعوة بمطلبين اساسين كشف الحقيقة وتحميل المسؤوليات.
وفي متابعة للمسار القضائي لملف فاجعة جرجيس التي تعهد بها قاضي التحقيق الاول بالمحكمة الابتدائية بمدنين بعد اذن من وزيرة العدل ومنها من رئيس الجمهورية للوقوف على ظروف وملابسات الفاجعة وما رافقها من اخلالات، تم عقد جلسة اولى مع عائلات الضحايا وعدد من المسؤولين، ثم توجه قاضي التحقيق الى مقبرة حدائق افريقيا وفتح عدد من القبور واخراج جثث منها لرفع عينات لها للتحليل
وفي مقابل ذلك، يتواصل اعتصام عائلات ضحايا فاجعة جرجيس امام مقر المعتمدية ليومه السادس يساندهم فيه عدد من ابناء جرجيس ومكونات المجتمع المدني من اجل كشف حقيقة ما حصل ومحاسبة كل من تورط.
يذكر ان حادثة جرجيس تعود الى يوم 21 سبتمبر، حيث ابحر من سواحل جرجيس مركب على متنه 18 من ابنائها في عملية هجرة غير نظامية نحو الفضاء الاوروبي الا ان عائلاتهم فقدت كل تواصل معهم لتنطلق الماساة بين فرضية اختطافهم او غرق مركبهم، فسخر بحارة جرجيس جهودهم وامكانياتهم للبحث ولم تتاكد فرضية هلاكهم الا بعد العثور على جثة احد منهم (ترجع لفتاة) يوم 5 اكتوبر، فكانت الفاجعة التي اشتدت في عدة اطوار منها، حيث تم التفطن الى دفن جثث دون استيفاء الاجراءات اللازمة وفتح قبور وكشف عدد منها للمفقودين وغيرها من الوقائع التي جعلت معتمدية جرجيس تعيش حالة من الاحتقان والتوتر وموجة من الاحتجاجات.