اعتبر الأخصائي في علم النفس السريري والمرضي طارق السعيدي اليوم الأربعاء أن قلة الدراسات العلمية حول الصحة النفسية لكبار السن في تونس يعرقل إيجاد الحلول الناجعة لتحسين جودة الحياة لهذه الفئة العمرية.
وأضاف طارق السعيدي في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن شريحة كبار السن تمثل قاعدة هرمية هامة وجب الاهتمام بها ورعايتها باعتبار أن هذه الفئة العمرية مهددة أكثر من غيرها من الفئات العمرية الأخرى بظهورعدة أمراض واضطرابات نفسية التي تجد المناخ الملائم لها مع التقدم في السن وقلة الاهتمامات والأنشطة الموكولة لهم.
ولفت في هذا الصدد الى أن العديد من الأمراض والاضطرابات النفسية الشائعة تصيب كبار السن على غرار الاكتئاب بمختلف مراحله واضطرابات القلق التي يمكن أن تؤدي الى نوبات هلع والوسواس القهري والخوف واضطرابات الأكل والنوم، الى جانب الاضطرابات الذهانية التي تظهر أكثر مع التقدم في السن.
وحول الأسباب التي تؤدي الى ظهور هذه الاضطرابات النفسية لدى المسنين، أكد الاخصائي في علم النفس أن الإحساس بالعجز والاصابة ببعض الأمراض العضوية وسوء التغذية والاهتمام الزائد من المحيطين بكبار السن يخلق أرضية ملائمة لهذه الاضطرابات.
واعتبر أن سمات شخصية كبار السن تتغير مع التقدم في السن مبرزا أن أغلب الأشخاص يعايشون مرحلة منتصف العمر (سن 50 سنة) ويقيّمون ما أنجزوه من طموحات ومدى صحة خياراتهم وعند الشعور بالخيبة من عدم تحقيق ما خططوا إليه طيلة حياتهم يصابون بنوع من الاكتئاب يبقى ملازما لهم مع دخولهم مرحلة الشيخوخة ويتفاقم هذا الشعور ويتغذى مع فقدانهم الأنشطة والاهتمامات والناس في مرحلة لاحقة حسب تقديره
وأكد طارق السعيدي أن تغير ملامح الشخصية يتجلى بالخصوص من خلال العصبية الزائدة أو النشاط الزائد لكبار السن وأوصى في هذا الصدد بضرورة إيلاء الاهتمام المعتدل بكبار السن وتهيئة أسباب التواصل معهم ومع الطبيعة الى جانب توفير التغذية المتوازنة والأنشطة الرياضية كالمشي وتقليص الاضطرابات العضوية المسببة للاضطرابات النفسية وخلق اهتمامات جيدة لهم.
وبحسب تصريح سابق لوزيرة الاسرة والمراة والطفولة وكبار السن تمقل نسبة كبار السن في تونس 13 بالمائة من المجموع العام للسكان سنة 2018