تطرقت الجرائد التونسية الصادرة ، اليوم الثلاثاء ، الى بعض المواضيع المتصلة بالشأن الوطني من بينها تواصل التضييق على الحقوق والحريات في تونس وتسليط الضوء على الدورة الثالثة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية وانطلاق القمة العربية في دورتها ال31 في الجزائر.
القمة العربية بين التفاؤل والاحباط
(جريدة الشروق)
“الجزائر التي تستضيف القمة الرابعة في تاريخها ، قدمت تنازلات عدة طمعا في انعقاد القمة بحضور عربي من الوزن الثقيل ، الا أنه وفق المعطيات الآنية، تبدو القمة العربية المرتقبة متعثرة الولادة ، خاصة أن الصراع الجزائري المغربي ألقى ضلاله على القمة قبل انعقادها .”
” ويرتفع أوينخفض منسوب التفاؤل والاحباط حسب آخر التطورات التي تحيط بالقمة كما يترواح منسوب الانتظارات والرهانات التي ستتمخض عنها بين الأمل في لم الشمل واليقين من بقاء الأمر على حاله ” .
“وفيما يبني المحبطون آرائهم على الغيابات الوازنة لرؤساء وملوك بعض الدول في القمة وعلى رأسهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وملك المغرب وعمان والبحرين ورئيس الامارات ولبنان ” .
“يعبر المتفائلون عن أملهم هذه المرة في أن يهدي الله سر الزعماء العرب من أجل فتح صفحة جديدة للشعوب العربية التي مزقتها الصراعات والحروب ولا تزال في خضم أزمات لا حصر لها ”
“نأمل حقا أن تكون قمة الجزائر قمة استثنائية في المواقف والقرارات والأهم من ذلك كله تطبيق كل ما سيقع اقراره على أرض الواقع وليس بقاءه مجرد حبر على ورق كما دأبت العادة حتى ضاعت كل الأمة من فلسطين الى العراق وليبيا والسودان والصومال وغيرهم ” .
لموا شملكم …..يا عرب
(جريدة الصباح)
“والأكيد أن في نجاح قمة الجزائر نجاح لكل الدول العربية وفي فشلها فشل للجميع لأن ما ستؤول اليه انعكاس لجهود كل الدول العربية والجامعة العربية أيضا بعد سبعة عقود على تأسيسها ..لا نريد الانسياق وراء المقارنات بما يحدث بين الدول الأوروبية والآسيوية وحتى الافريقية التي أدركت أن تقدمها وتطورها واستمرارها في وحدتها “.
“لاخلاف أن في هذا الكلام المر ما قد لايروق للكثيرين ولكن الحقيقة أن هذا الواقع يدعو وأكثر من أي وقت مضى الى قرارات جرئية قبل فوان الأوان تعيد تحديد الأولويات وتدفع دون تأجيل الى استعادة البوصلة العربية التائهة في خضم الأمواج المتلاطمة والأحداث الخطيرة بل الحقيقة أنه مهما اجتهد وتفنن خبراء جامعة الدول العربية ووزراء الخارجية العرب في صياغة وتطريز بيان الجزائر لاخراجه في أجمل حلة فلن يغير ذلك الواقع العربي شيئا اذا لم تتوفر النوايا والارادة الصادقة لتفعيل القرارات الواردة فيه على أرض الواقع بما يمكن أن يفرض مصداقية القادة العرب لدى الشعوب العربية ويفرض احترام الخارج لهم ..وهي معادلة ندرك جيدا أنها غير هيئة ولكنها ليست مستحيلة ” .
التضييق على الحريات والحقوق في تزايد …
(جريدة المغرب)
“يتواصل التضييق على الحقوق والحريات في تونس وذل من خلال اجراءات وقرارات غير مبررة تطال الصحفيين والناشطين في المجتمع المدني كان آخرها يوم الأحد اثر منع صحفيين وكذلك المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب في تونس من المشاركة في أيام قرطاج السينمائية في السجون بالاضافة الى ايقاف طالب بسبب تدوينات في مواقع التواصل الاجتماعي تضامنا مع التحركات الاحتجاجية في حي التضامن “.
“من المرسوم عدد 54 المتعلق بمكافحة الجرائم المتصلة بأنظمة المعلومات والاتصال الى التعتيم الاعلامي وقمع الاحتجاجات وتطورت طرق ووسائل التضييق على الحريات من يوم الى اخر ، اليوم وبعد 8 سنوات من التغطية الصحفية للعروض السينمائية في السجون لم يتمكن الصحفيون يوم الأحد المنقضي من التنقل الى سجن أوذنة لتغطية فعاليات العروض في اطار برمجة مهرجان أيام قرطاج السينمائية والأغرب تمكين صحفيي وسائل الاعلام العمومية من الدخول والتغطية الاعلامية ”
عن تهافت النقاد العرضيين و”لوثة ” تسييس قرطاج السينمائية
(جريدة الصحافة)
“لم تسلم أيام قرطاج السينمائية في دورتها الثالثة والثلاثين من “لوثة التسييس” ..ولم تسلم من القيل والقال في كواليسها كما في الشارع التونسي وعلى المنابر الاعلامية ورغم ذلك هي الأيام…. في بهجتها الكبرى وقد حولت شوارع العاصمة الى حفلة ضوء شاسعة أعادت للمدينة ولأهلها تلك “الابتسامة ” الصاخبة التي افتقدها التونسيون منذ عقد وتحولت الى ما يشبه “المزاج الفاسد ” الذي عكر صفو أهل تونس وبدل سلوكهم اليومي وحولهم الى مجتمع كئيب وبذىء وقبيح يكره الفرح وينبذ كل مظاهر الفرح لا لطبيعة فيه وانما بسبب “شقائه اليومي منذ الثورة تلك ، التي أنهكت الأرواح وبذلت مذاق الأقداح كما يقول القدامى ”
“افتتحت تونس في دورتها الثالثة والثلاثين السبت الفارط ولم يسلم الحفل كما جرت العادة من “مذاقات ” لا طعم ولارائحة ومن “أذواق تعكس قبحا ” في اختيار الأشكال والألوان ما أسميناه ” استعراض خردة ” وقد أصبح جزءا من حفلي الافتتاح والاختتام دون أن يكون لذلك تأثير على المحتوى المكتظ في الواقع بأحدث انتاجات السينما العربية والافريقية اضافة الى تجارب من حساسيات سينمائية مختلفة لشباب السينما التونسية …ويمتد ضوء الحفلة ليصل الوصل بين فضاءات مدينة الثقافة وقاعات العاصمة على امتداد شارع بورقيبة الذي نهض من “سباته العميق” وانعتق من ظلمته ومن ساد ليله ليحضن القادمين اليه من سينماءات افريقيىة وعربية بعضها راسخ وله تقاليد انتاج وبعضها ناشىء بصدد البحث عن صورة تشبه نهضته الجديدة على غرار “السينما السعودية ” وهي سينما ناشئة ومتحمسة للالتحاق ولومتأخرا بتجارب سبقتها بأشواط وتحضر السينما السعودية كضيف شرف الدورة 33 “.