أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، عثمان الجرندي، الأهمية التي تكتسيها القمة العربية الحالية بالجزائر، والتي قال إنها “استحقاق جاء في وقته، وسنعمل على إنجاحها وعلى إنجاح مخرجاتها، وتطبيق مختلف ما جاء فيها، لأن المنطقة العربية تعيش اليوم ظرفية حساسة، وعلينا تعميق التشاور والحوار من أجل إيجاد الحلول للإشكاليات والتحديات القائمة”.
واعتبر الجرندي، في تصريح إعلامي، الثلاثاء، على هامش اليوم الأول من الدورة ال31 للقمة العربية، أن قمة الجزائر “ستشكل منطلقا لإرساء قاعدة تشاور صريح بين القادة العرب تجاه مختلف القضايا المطروحة، ذلك أن آلية التشاور التي باتت تجمع القادة العرب قبيل إصدار البيان النهائي، ستمكن من إرساء تقليد جديد من شأنه أن يعمق سنة التشاور والحوار الصريح”، بحسب تقديره.
وبشأن ملف الغذاء، اعتبر الوزير أنه “ملف حارق ودقيق للشعوب العربية، وسوف يضع القادة العرب استراتيجية لإيجاد الحلول الناجعة لهذه المسألة وهذا التحدي، الذي يرتبك يشكل وطيد بالأمن القومي”.
ولاحظ الجرندي، أن غالبية الإشكاليات، هي إشكاليات مستجدة، كالأمن الطاقي والغذائي والبيئي، وكذلك مسألة الهجرة، التي أصبحت تهدد الأمن القومي العربي، مبينا أن مختلف هذه الهواجس سيناقشها القادة العرب في محادثاتهم الضيقة.
وشدد وزير الخارجية على الحاجة الملحة للتضامن، بالنظر إلى أن التحديات والاستحقاقات تكاثرت وتنوعت، “وهو ما يفرض علينا نحن كعرب أن نواكب هذه التحديات ونستعد لها ونتشاور بشأنها”، وهو الهدف من هذه القمة التي ستتمخض عن “بيان الجزائر”، الذي قال إنه “سيكون ترجمة لما سيكون عليه الموقف العربي تجاه كل هذه القضايا”.
وبخصوص غياب توافق حول بعض القضايا، بين عثمان الجرندي، في تصريحه الإعلامي، أن “المسألة لا تتعلق بغياب التوافق حولها، بل بكيفية معالجتها، وهي مسائل لا تتعلق بالمنطقة العربية، بل هي قضايا قائمة على المستوى الدولي، وهناك توافق عربي على ضرورة إيجاد الحلول الأنسب لها”.
وذكر وزير الشؤون الخارجية بفترة ترؤس تونس للدورة السابقة للقمة العربية، وبما مثلته عضوية تونس غير الدائمة في مجلس الأمن من “منصة إضافية للدفاع عن القضايا العربية”. وأشار إلى أن من أهم المبادرات، في هذا السياق، خلق حوار بين جامعة الدول العربية ومجلس الأمن، إلى جانب العديد من القضايا الأخرى التي رفعتها تونس إلى مجلس الأمن، على غرار مسألة سد النهضة على نهر النيل، من أجل إيجاد حل توافقي بين جميع الأطراف، فضلا عن دعوتها إلى اجتماع خارق للعادة صلب المنتظم الاممي خاص بالقضية الفلسطينية، “وكانت مخرجاته هامة جدا”، وفق تعبيره.
وأبرز الجرندي اللقاءات الهامة التي جمعت، بمناسبة القمة، بين رئيس الجمهورية، قيس سعيد، ونظيره الجزائري، عبد المجيد تبون، وكذلك مع المبعوث الخاص لملك البحرين، والأمين العام للأمم المتحدة، حول رؤية المنتظم الأممي لحل القضايا العربية.