أكد رئيس الجمهورية قيس سعيد في تصريح لممثلي الصحافة التونسية بالقمة العربية بالجزائر أن “المشاورات بخصوص مختلف القضايا والمسائل المطروحة على القادة العرب ما زالت متواصلة ، وهناك مقاربات مختلفة، كما توجد انقسامات يعلمها الجميع”، معربا عن الأمل في ان يتجاوز القادة العرب هذه الانقسامات والمقاربات المختلفة للوصول إلى حد أدنى من التوافق.
وبين رئيس الدولة صباح اليوم الاربعاء قبيل عقد الجلسة التشاورية المغلقة للدورة العادية ال31 للقمة العربية المنعقدة بالعاصمة الجزائرية، أن هناك بعض المسائل المطروحة للنقاش لكن لا بد من مناقشتها بموضوعية في ظل هذا النظام العالمي الجديد الذي بدأ في التشكل، سيما وأن العولمة انقلبت على ذاتها وتبحث عن حلول لها في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية .
وشدد قيس سعيد على أن تكون هذه الحلول حلولا انسانية وتهم الانسان في كل مكان “فليس من المقبول إطلاقا أن نبقى في هذه الأوضاع المالية والاقتصادية وغيرها في حين أن الجزء الشمالي هو الذي يطرح الحلول التي يراها مناسبة له دون أن يأخذ بعين الاعتبار الأهداف والمبادىء التي تضمنها ميثاق الأمم المتحدة”
واكد رئيس الجمهورية على أنه بات من الضروري ان يجتمع القادة العرب على كلمة سواء والا يبقوا في مستوى ردود الفعل قائلا “يجب الانتقال من رد الفعل الى الفعل ووضع تصور وآليات جديدة مختلفة تماما عن الآليات التي أظهر التاريخ انها لم تحقق الا القليل” .
ولاحظ قيس سعيد أن القمة العربية كموعد سياسي عربي عالي المستوى، هي مناسبة لطرح جملة من القضايا، لكنها كانت تجمعا عربيا للعمل العربي المشترك يعمل دائما في شكل ردود فعل إثر أحداث او تغيرات على غرار القمم العربية التي عقدت في الجزائر اثر حرب 1973 أو في تونس في سنة 1979، ” قائلا “المطروح اليوم هو البحث عن الأسباب التي اوصلتنا إلى هذه الحالة من التشتت والفرقة ونحن اليوم نبحث عن لم الشمل والاسباب التي أدت الى الانقسام”
وتابع رئيس الدولة ” لا بد ان نعالج الأسباب، وهو افضل من معالجة النتائج ويكفي أن ننظر إلى تاريخ جامعة الدول العربية واهداف نشأتها ، كما ان هناك عديد المؤسسات التي انشئت في إطار الجامعة بعد احداثها سنة 1945″ مضيفا أنه لا بد من طرح السؤال حول مدى تأديتها لدورها وللأهداف التي اوكلت اليها.
ولاحظ قيس سعيد “الكل يعلم ان الأهداف والأحلام والآمال الكبرى التي كانت موجودة ابان التأسيس وإثر التأسيس وبعد الاستقلال وبقطع النظر عن الأزمات التي شهدتها في كثير من الأحيان، لم يتحقق منها الا نزر قليل في حين يمكن ان نحقق الكثير، لكن ذلك ياتي جماعات وليس فرادى”
وبخصوص القضايا الجوهرية المطروحة على القمة أكد رئيس الجمهورية ان أول قضية ، وستبقى كذلك دائما ما لم تتحرر، هي قضية الشعب الفلسطيني والحق الفلسطيني في أرضه .
وأضاف أن هناك جملة من القضايا الأخرى “فاليوم نحن في حاجة الى مقاربة جديدة لان العالم كله تغير ودخلنا اليوم في مرحلة جديدة من التاريخ مختلفة تماما عن المراحل السابقة معتبرا انه “اذا كانت هناك جملة من القضايا على المستوى العالمي فلا يمكن ان تكون على حساب المنطقة العربية أو الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية”.
وأضاف في هذا السياق أن هناك “قضايا تتعلق بالفقر والبؤس والتوازنات المالية والشروط التي تفرض على بعض الدول إذا ذهبت فرادى ، وهو ما يستوجب علينا كدول عربية أن نذهب مجتمعين متوحدين ولا نقوم بحل قضايانا بناء على الامكانات المتوفرة لدينا ” وفق قوله .