سلّطت الممثليّة الجهوية للبئية بالقصرين، اليوم الخميس، الضوء على التحديات البيئية بالجهة والحلول المقترحة لها، وذلك خلال ملتقى جهوي نظّمته بمقر ديوان تنمية الوسط الغربي بالقصرين المدينة، بالتعاون مع منظمة هاينريش بول الألمانية، وأثث فعاليته جمع من الشباب وممثلين عن المجتمع المدني والإدارات الجهوية ذات الصلة.
وأوضح الممثل الجهوي للبيئة بالقصرين، ماجد حقي، في تصريح لـ(وات)، أنه تم في إطار هذا الملتقى الجهوي التطرّق الى التحديّات البيئية بولاية القصرين، وعدّة إشكاليات أهمّها تدنّي نسبة الرسكلة بالولاية، الذي قال إنه لم يتجاوز 1 بالمائة ويشمل رسكلة البلاستيك فقط، مرجعا ذلك إلى وجود حلقة مفقودة بين المستثمرين في القطاع البيئي ومكامن الإستثمار.
وبيّن حقي، في سياق متصل، أنّه يمكن تحويل الوضع البيئي من نقمة إلى نعمة باعتبار أن التصرف في النفايات يعد مجالا واعدا من شأنه المساهمة في خلق مواطن شغل جديدة، والقضاء على المصبات العشوائية والنقاط السوداء، والمحافظة على سلامة البيئة والمحيط عبر رسكلة المواد العضوية والمواد المعدنية، وعدم الإقتصار على رسكلة البلاستيك فقط، علما بأن ولاية القصرين تنتج سنويا 81 ألف طنّا من النفايات متناصفة بين الوسطين الحضري والريفي.
وأضاف أن الملتقى الجهوي تطرّق أيضا إلى التغيرات المناخية التي أكد أنها أصبحت واقعا ملموسا وخطرا عالميا داهما ما يتطلب وضع مخطّطات وطنية وجهوية لمجابهة تأثيراته.
ولفت حقي، بالمناسبة، إلى أن الاستهلاك المفرط للطاقة يعدّ المتسبب الأول في الإحتباس الحراري بنسبة 74 بالمائة ، مشدّدا على ضرورة ترشيد الاستهلاك والتشجيع على استخراج الطاقة من الطاقات المتجددة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية وتعويض التنوير العمومي الكهربائي بالتنوير العمومي بالطاقات المتجددة.
وتطرّق إلى غاز الميثان الخطير الموجود في النفايات والّذي أكد أنه من أحد مسبّبات الإحتباس الحراري ما يتطلب إحداث مخطّط جهوي للتصرّف في النفايات المتمثل في فرزها من المصدر وصولا إلى المصبات وعبر احداث مصبات مراقبة ومراكز تحويل ورسكلة للتقليص من غاز الميثان وغيره من المواد والغازات الخطيرة .
ومن جهتها، أوضحت ممثلة منظمة هاينريش بول الألمانية في القصرين، سنية سمعلي، في تصريح لـ(وات)، أن المنظمة تعمل على طرح المشاكل البيئية في سبيل إيجاد حلول لها مع ممثلي الإدارات الجهوية المعنية والتوعية والتحسيس بمخاطرها ومخاطر التغيرات المناخية.
وذكرت أن الملتقى الجهوي حول التحديّات البيئية بالقصرين عمل على تشريك الشباب بإعتباره عنصرا فاعلا يمكنه المساهمة بأفكار ومبادرات من شأنها أن تبني حلولا قادرة على المحافظة على البيئة والمحيط.
وفي تصريحات متطابقة لـ(وات)، شدّد عدد من ممثلي المجتمع المدني والشباب المشارك في الملتقى على ضرورة تضافر مجهودات مختلف الأطراف لمجابهة التغير المناخي والمحافظة قدر المستطاع على سلامة البيئة والمحيط.