عرفت على مر الزمن، أنها رمز التعايش الحضاري والثراء الثقافي الذي يحترم التنوع والاختلاف وحرية الدين والمعتقد، هي جزيرة جربة من ولاية مدنين (جنوب البلاد)، التي اختارها رئيس الجمهورية لاحتضان اشغال الدورة الثامنة عشرة لقمة الفرنكوفونية يومي 19 و20 نوفمبر الجاري.
وتقف وراء هذا الاختيار عوامل أخرى، فجزيرة جربة تنفتح جغرافيا على البحر الابيض المتوسط، وقريبة نسبيا من دول افريقيا جنوب الصحراء، التي تضم اكبر عدد من السكان الناطقين باللغة الفرنسية.
لم يكن الامر سهلا أن تعطي الفرصة لاحدى الجهات لاحتضان مثل هذا الحدث الهام، لكن بفضل تضافر الجهود الدؤوبة، تم كسب الرهان ورفع التحديات التي كانت مطروحة، وأصبحت الجزيرة جاهزة لهذا الموعد التاريخي الذي سيكتب باحرف من ذهب في تاريخها، وسيعزز صورتها كوجهة للسياح ورواد الاعمال.
وتنتظم قمة جربة تحت شعار “التواصل في اطار تنوع التكنولوجيا الرقمية كرافد للتنمية والتضامن في الفضاء الفرنكوفوني”، فيما ترتكز على ثلاثة عناصر كبرى هي “قمة رؤساء الدول والحكومات” و”المنتدى الاقتصادي” و”القرية الفرنكوفونية”.
وسيكون المنتدى الاقتصادي المقرر عقده يومي 20 و21 نوفمبر الجاري، فرصة متميزة لرجال الاعمال بالدول الفرنكوفونية للاجتماع وخلق شراكات وربط الصلة بينهم، اذ ينتظر ان يتم الاعلان عن “حلف منظمات الاعراف الفرنكوفونيين” الذي تم احداثه بتونس يوم 29 مارس 2022.
أما القرية الفرنكوفونية، فستمثل فرصة للدول للتعريف بمخزونها الثقافي والفني، وبامكاناتها في مجال التكنولوجيات الحديثة .
وينتظر أن تتمخض عن قمة جزيرة جربة، نتائج على درجة من الاهمية في بلورة مستقبل المنظمة الدولية للفرنكوفونية، من خلال التفاعل بين الوفود. ومن شأن الانشطة المنظمة ادخال مزيد من الفاعلية على عمل المنظمة، الى جانب اعتماد “اعلان جربة” وبلورة برنامج عمل مشترك بين الدول الأعضاء في المنظمة، لتعزيز التضامن الرقمي في دفع التنمية داخل الفضاء الفرنكوفوني.
كما ينتظر ان يتم اعتماد قرارات حول مسائل ذات أولوية بالنسبة الى المجموعة الفرنكوفونية، ومنها الشباب والرقمنة والمرأة والتضامن والذكاء الصناعي.