تم بمناسبة تنظيم انتخابات مجلس النواب، المزمع اجراؤها يوم 17 ديسمبر 2022، تقسيم مختلف ولايات الجمهورية الى دوائر انتخابية، وتتضمن ولاية قابس، التي يفوق اجمالي عدد سكانها، حسب تقديرات المعهد الوطني للاحصاء 405 الاف ساكن، 05 دوائر انتخابية وهي دائرة قابس الجنوبية، ودائرة قابس المدينة وقابس الغربية، ودائرة الحامة والحامة الغربية، ودائرة غنوش والمطوية ووذرف ومنزل الحبيب، ودائرة مارث ودخيلة توجان ومطماطة ومطماطة الجديدة، وذلك وفق ما ورد في المرسوم عدد 55 المؤرّخ في 15 سبتمبر 2022 .
وتعاني كافة معتمديات ولاية قابس، التي تضمها هذه الدوائر الانتخابية، من نسبة بطالة مرتفعة قدر معدلها الجهوي خلال سنة 2019 ب24.3 بالمائة، بعدد اجمالي من العاطلين عن العمل يناهز ال40 الف عاطل عن العمل، أغلبهم من حاملي شهادات التعليم العالي.
ويعود ارتفاع نسبة البطالة بولاية قابس، الى ضعف الاستثمار، حيث لم يشهد النسيج الصناعي وقطاع الخدمات بالجهة تطورا يذكر، وبقي مقتصرا على وحدات الصناعات الكيميائية والمؤسسات العاملة في قطاع الطاقة المنتصبة بالمنطقة الصناعية، ويعود ضعف الاستثمار هذا، وفق تقدير رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية أيمن رافع، الى افتقاد جل المعتمديات، وخاصة منها التي تتمتع بامتيازات التنمية الجهوية، الى مناطق صناعية، حيث يجد العديد من المستثمرين صعوبة كبيرة في ايجاد اراضي مهيئة يقيمون عليها مشاريعهم، ويصطدمون عند شراء الاراضي بعراقيل وصعوبات تعطل مشاريعهم.
ويعتبر عدم تطوير نشاط الميناء التجاري بقابس والتأخير المسجل في احداث خط لنقل الحاويات به ايضا من عوائق تركيز المشاريع المصدرة، والحال ان ميناء قابس التجاري يتميز بموقع استراتيجي وبمواصفات فنية تؤهله لأن يكون من أبرز الموانئ التجارية في البلاد.
كما ان من بين عراقيل دفع الاستثمار بالجهة، التى مثلت مطلبا ملحا من قبل الاهالي والهياكل المعنية، عدم تفعيل مطار قابس – مطماطة، واقتصار نشاطه على بعض الرحلات الداخلية وموسم الحج، حيث كان من الممكن استثمار المطار في دفع النشاط السياحي ونقل البضائع وهو ما من شأنه ان يساعد على جلب المستثمرين للجهة.
وبالنسبة للسياحة بقابس، ورغم ما تزخر به مختلف معتمديات الولاية من مقومات سياحية كبرى، بقي القطاع دون طموحات الجميع ولم يشهد تسجيل استثمارات هامة تذكر، وهو أمر يفسره البعض بالتأخر المسجل في تسجيم المشاريع المعلن عنها منذ سنوات في هذا المجال ومن بينها المدينة السياحية الاستشفائية بالخبايات من معتمدية الحامة الغربية والمنطقة السياحية البيئية المندمجة بشاطئ الحمروني بقابس الجنوبية.
ويمكن ارجاع أسباب تفاقم البطالة، خاصة لدى حاملى الشهائد العليا، الى افتقاد الجهة لفضاءات مهيئة لاستقطاب الشركات والمشاريع التي تعمل في مجال صناعة الذكاء والحال ان القطب الجامعي بقابس يضم العديد من مؤسسات التعليم العالي التي تكون المئات من الطلبة في هذا المجال الواعد.
ولدفع الاستثمار وكسب رهان التشغيل، اقترح رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، التسريع بتهيئة مناطق صناعية بالحامة وبمطماطة الجديدة وبمارث وووذرف والمطوية وباحداث الخط البحري لنقل الحاويات وتهيئة المنطقة اللوجستية بقابس وتفعيل مطار قابس – مطماطة، وأكد ايضا على أهمية التسريع بتهيئة المدينة السياحية الاستشفائية بالخبايات بالحامة الغربية والمنطقة السياحية بشاطئ الحمروني بقابس الجنوبية وباحداث منطقة سياحية ايكولوجية بالزارات وانجاز فضاءات صناعية لاستقطاب الشركات والمشاريع التي تعمل في مجال صناعة الذكاء.