نفذ مساء اليوم الخميس، عدد من ممثلي المنظمات الوطنية والهياكل المهنية ومكونات المجتمع المدني بصفاقس، “وقفة غضب” أمام مقر قصر بلدية صفاقس، عبروا خلالها عن غضبهم ونفاد صبرهم إزاء الوضع البيئي الكارثي الذي تعيشه جهة صفاقس منذ أكثر من سنة، والذي تفاقم إثر الحريق الذي اندلع يوم الثلاثاء الماضي بمصب طريق الميناء المغلق منذ يوم 31 اكتوبر الماضي ولا يزال ينفث سموم دخانه في سماء صفاقس، مما أثار موجة من القلق لدى الموطنين بسبب صعوبة التنفس وأدى الى غلق عدد من المدارس والإدارات.
وأفاد ممثل المنظمات الوطنية والهياكل المهنية ومكونات المجتمع المدني بصفاقس، سليم المراكشي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، بأن “وقفة الغضب هذه، هي بداية لسلسلة من التحركات الاحتجاجية التصعيدية القادمة، سيتم تنظيمها من أجل إبلاغ صوت أهالي صفاقس للسلط المركزية”، التي قال إنها “لا تزال مواصلة في انتهاج سياسة الصمت الرهيب والتنصل من مسؤوليتها إزاء جهة صفاقس، التي يقطنها أكثر من مليون ساكن، وترك أبنائها يعيشون تحت وطأة كارثة بيئية باتت تنبئ بكارثة صحية”.
وذكر ذات المتحدث، أن من بين التحركات الاحتجاجية التصعيدية المزمع القيام بها في حال مواصلة صمت السلط المركزية وعدم ايجادها لحل جذري يضع حدا للكارثة البيئية التي تعيشها جهة صفاقس، إمكانية اعلان مقاطعة أهالي صفاقس الانتخابات التشريعية القادمة، وتنظيم تحرك احتجاجي وطني ضخم، إما ساحة القصبة، أو أمام مقر وزارة البيئة.
من ناحيته، أكد عضو اللجنة الاستشارية لمعالجة أزمة النفايات في جهة صفاقس، شفيق العيادي، أن “وقفة الغضب” هذه تعد نتيجة حتمية للتعبير عن غضب أهالي صفاقس وقلقهم إزاء تواصل أزمة النفايات لأكثر من سنة، في ظل ما أسماه ب”صمت رهيب من قبل السلط المركزية، وعدم تعاملها بجدية مع الملف البيئي بصفاقس، الذي أصبح يشكل خطرا على صحة المواطنين”، داعيا رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة إلى فتح الملف البيئي في جهة صفاقس بكل جدية.
واقترح، في هذا السياق، حلين أساسيين لإنهاء الأزمة البيئية في صفاقس، أولهما تخصيص أراضي وإخراجها من صبغتها الإدارية، وثانيهما التعجيل باقتناء محارق متنقلة ليست باهظة الثمن للقيام بمحارق إيكولوجية.
وفي موضوع آخر، اعتبر العيادي، أن الحريق الذي اندلع في المصب العشوائي بطريق الميناء بصفاقس، القابل بطبيعته للاشتعال بسبب تخمر النفايات والإفرازات الغازية المنبعثة منه، والتي باتت سموم دخانه مصدر قلق واختناق بالنسبة للمواطنين، “يعد عملا إجراميا تقف وراءه أطراف تدفع نحو المغامرة، ويراد من خلاله تعطيل وإعاقة الحملة المكثفة لرفع أكوام الفضلات المتراكمة التي شرعت فيها بلدية صفاقس بمساعدة إحدى المقاولات الخاصة منذ 5 أيام للتقليص من حدة الأزمة ومعاناة المواطنين، في غياب حل لهذه المعضلة إلى حد الآن، مع رفض المواطنين للمصبات المقترحة من اللجنة الاستشارية للتصرف في أزمة النفايات بصفاقس”.
وذكر ذات المصدر، أن هذه الحملة المكثفة، مكنت خلال الأيام الخمسة الأخيرة، من تخليص شوارع صفاقس من النفايات بمعدل 1200 طن في اليوم، مشيرا إلى أن هذه الحملة متواصلة وسيتم خلال الأيام القادمة التخلص من كل النقاط السوداء في صفاقس.
من جانبها، اعتبرت المهندسة وعضو فرع صفاقس لعمادة المهندسين، هناء بن عمر، أن سحابة الدخان التي تغطي كل سماء صفاقس بسبب الحريق الذي اندلع منذ يومين في المصب العشوائي بطريق الميناء، والتي تسببت في حالات اختناق لدى عدد من المواطنين والتلاميذ مما أدى الى غلق عدد من المدارس والإدارات، تحوي سموما يمكن أن تلحق أضرارا، ليس بالجهاز التنفسي فحسب، بل حتى بالجهاز العصبي.
ودعت السلطات المركزية إلى التدخل العاجل والفوري لرفع أكوام الفضلات المكدسة بأنهج وشوارع صفاقس، وإيلاء الملف البيئي بجهة صفاقس أهمية بالغة وجعله من ضمن أولوياتها، وإيجاد حلول بيئية جذرية منبثقة من نظرة استشرافية لحل معضلة النفايات، ليس في صفاقس فحسب، بل في كامل الجمهورية.