كشف تقرير صادر عن اللجنة القارة لمكافحة التصحر بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بجندوبة أن 27 بالمائة او ما يعادل 85 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية بالجهة مهدّدة بالانجراف (أحد أهم الأسباب التي تسرّع في ظاهرة التصحر)، وأنّ 30 ألف هكتار من هذه المساحات تستوجب تدخلا عاجلا باعتبارها مناطق ذات حساسيّة عالية جدا.
وتشمل المناطق المهدّدة بالانجراف معتمديات فرنانة، وبلطة بوعوان، وعين دراهم، وطبرقة، وغار الدماء، لارتباطها بالوضع التضاريسي المعقّد، فيما استثنى التقرير جهات بوسالم وجندوبة ووادي مليز من هذا العامل لارتباطها بالسهول.
وتستوجب خطورة الوضع، وفق ما ورد في التقرير الصادر في شهر نوفمبر الجاري، مواصلة الاستراتيجية التي وضعتها وزارة الفلاحة منذ سنة 1990 والمتعلّقة بتثبيت المصطبات اليدوية والميكانيكية، والأشرطة الحجرية، واصلاح وتعديل مجاري الاودية، من خلال الاقفاص المعدنية المملوؤة بالحجارة، وبناءات جدارية واسمنتية لمنع الانجراف والانزلاقات، إضافة الى صيانة وتعهد المنشآت المائية (البحيرات الجبلية والسدود التلية)، وتثبيت الاشغال بغراسات وأشجار رعوية وذلك على مستوى اخاديد الاودية.
وهيئت المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بجندوبة، منذ 1990 والى حدود 2021، ما يقارب 64 الف هكتار، وأنجزت 40 بحيرة جبلية و17 سدّ تلّي، إضافة الى جهر جزئي لعدد من الاودية مثل بوهرتمة ومجردة، وإحدثت منشآت حماية وإصلاح مجاري الاودية وتعديل الانعراجات لحماية ضفاف الاودية، غير ان اغلب هذه المنشآت تجاوزت عمرها الافتراضي وفقدت وظيفتها وباتت هي الأخرى مهدّدة بالانهيار.
ويعدّ كلّ من مشروع حماية وإعادة تأهيل التربة المتدهورة في تونس “يروصول” الذي انطلق منذ سنة 2019 ويدوم 6 سنوات بتمويل ناهز 32 مليون دينار من الوكالة الألمانية للتعاون الفني ، ومشروع التنمية الفلاحية الريفية حول البحيرات الجبلية “دارال 2” المقررة انطلاقته مطع السنة المقبلة باعتمادات تفوق 35 مليون دينار، من اهم المشاريع التي خصّصت لوضع خطط وطنية لحماية وإعادة التأهيل المستدام للتربة في مناطق الشمال الغربي والوسط الغربي، والتصرف المندمج في الموارد الطبيعية، وتحسين ظروف العيش بالوسط الريفي، وفي محيط السدود والاودية والبحيرات.
وتبلغ مساحة ولاية جندوبة 310 آلاف هكتار منها 299 الف هكتار أراض فلاحية.