اشادت الصحف التونسية الصادرة اليوم الاربعاء باداء المنتخب التونسي في مستهل مشواره بنهائيات كاس العالم لكرة القدم عندما فرض التعادل على نظيره الدنماركي صفر-صفر امس الثلاثاء على ملعب المدينة التعليمية بالعاصمة القطرية الدوحة ضمن الجولة الافتتاحية للمجموعة الرابعة.
وتحت عنوان “اداء بطولي .. وتعادل بطعم الانتصار” اشارت جريدة الصحافة الى ان المنتخب التونسي قدم “واحدة من افضل المباريات المونديالية التي خاضها على امتداد مشاركاته الست في كاس العالم” مضيفة ان التعادل مكن المنتخب من “المحافظة على امله في تحقيق حلم الملايين وهو بلوغ الدور الثاني لاول مرة في تاريخه”.
وتابع كاتب المقال “ما قدمه المنتخب في هذه المباراة يجعل هذا الحلم حقا مشروعا واملا ممكنا في انتظار التباري ضد المنتخب الاسترالي ومن بعده منتخب فرنسا حامل اللقب العالمي”.
كما نوهت جريدة الصحافة في مقال اخر بمردود لاعب ارتكاز المنتخب التونسي عيسى العيدوني الذي فاز بجائزة رجل المقابلة وقالت في مقال عنوانه “العيدوني نجما فوق العادة” ان محترف فرينكفاروس المجري “افتك النجومية في اللقاء الافتتاحي للمنتخب الوطني في المونديال ليكون نيله جائزة افضل لاعب مستحقا الى ابعد الحدود خاصة وانه كان “الرئة” التي يتنفس بها المنتخب بفضل عطائه الغزير واللا محدود وجاهزيته البدنية الكبيرة التي اهلته لكسب اغلب الثنائيات والحد من خطورة وسط الميدان الدنماركي الذي يعتبر نقطة قوته البارزة”.
ومن جهتها، اعربت صحيفة الشروق عن الاعتقاد ان التعادل كان بطعم الانتصار مبينة ان المنتخب الوطني “قدم مباراة بطولية امام الدنمارك … واقتلعت النسور نقطة اولى تفتح باب الامل للمراهنة على الترشح الى الدور الثاني”. وتابع الصحفي قائلا “دخل المنتخب المواجهة بعزيمة وروح انتصارية كبيرة وكان زملاء العيدوني جاهزين على جميع المستويات وخاصة في اخذ في الاسبقية في وسط الميدان وافتكاك الكرة” قبل ان يختتم مقاله بالاشارة الى انه يتعين على نسور قرطاج التاكيد والحسم في المباراة القادم يوم السبت المقبل امام استراليا.
كما تطرقت صحيفة الشروق الى الحضور الاستثنائي للجمهور التونسي مبينة تحت عنوان “جماهير النسور تصنع الحدث” ان المقابلة تابعها 43 الف مشجع على المدارج كان نصيب الاسد فيهم للتونسيين الذين فاق عددهم 42 الف مشجع بين الجالية التونسية في قطر والمشجعين الذين تحولوا خصيصا لمؤازرة النسور اضافة الى بعض جماهير الفرق العربية الاخرى بينما لم يتعد عدد جماهير المنتخب الدنماركي 900 مشجع”. ولاحظت الصحيفة ان “مدارج ملعب المدينة التعليمية طغى عليها النجمة والهلال في استعراض تونسي ابهر المتابعين من خلال الاهازيج والاغاني وشتى انواع التشجيع لدفع المنتخب ومنحو اللاعبين “قرينتة” اقوى وروحا قتالية اكبر”.
وفي المقابل، اعتبرت صحيفة الصباح ان المنتخب التونسي اضاع الانتصار حيث كتبت “تعادل غير عادل مع الدنمارك … الفرصة المهدورة” مشيرة الى انه “كان بالامكان احسن مما كان لو نجح المنتخب في تجسيم الفرصة الفرصة المتاحة امام منافس لم يكن في يومه وفوت بذلك في انتصار ثمين”.
واوضحت صاحبة المقال ان التعادل يبقى ثمينا باعتباره تحقق “امام منافس من الوزن الثقيل … لكن في نفس الوقت اهدرت العناصر الوطنية فرصة تحقيق انتصار تاريخي في مباراة قامت فيها اغلب العناصر بدورها كما يجب وكان فيها التميز للمقاتل عيسى العيدوني بحركيته ونشاطه في كامل الملعب يمينا ويسارا في الدفاع والهجوم وتدخلاته الرشيقة واندفاعه البدني فضلا عن تالق الحارس ايمن دحمان الذي كان اكثر ثقة في النفس مقارنة ببقية المباريات التي لعبها مع النسور والمدافع علي العابدي الذي كان في مستوى ثقة المدرب والجبالي الذي لعب دورا تكتيكيا هاما رغم عدم توفقه في تسجيل هدف”.
اما صحيفة لابراس فقد اشارت في مقالها تحت عنوان “اداء بمرتبة عليا” الى انه “منذ ملحمة 1978 لم نشاهد منتخبا تونسيا بمثل هذا الاشعاع في المرحلة النهائية لكاس العالم” مبينة انه “فريقنا الوطني فعلا لم ينتصر يوم امس لكنه لعب بندية امام “الفيكينغ” وكان بامكانه الفوز لو لم يهدر عصام الجبالي الفرصة الذهبية التي اتيحت له في نهاية الشوط الاول”.
وعرجت صحيفة لابراس على الحضور الجماهيري التونسي الكبير خلال هذه المباراة قائلة “تخيلنا انفسنا بملعب رادس حيث كانت الاجواء على ملعب المدينة التعليمية بالدوحة تونسية بحتة. لقد جاء الجمهور التونسي باعداد غفيرة من اجل مساندة نسور قرطاج من اول المقابلة الى نهايتها. كانت بالفعل اجواء رائعة”.