على الرغم من حملات التوعية والتحسيس التي قامت بها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لدعوة المواطنين الى الاقبال على المشاركة في الانتخابات التشريعية لـ17 ديسمبر فقد سجلت الانتخابات اليوم عزوفا كبيرا من طرف المواطنين.
فمن خلال جولة لـ “المصدر “ في مراكز الاقتراع بأحياء قصر سعيد وحي التحرير وحي التضامن بأحواز العاصمة لاحظنا عزوفا كبيرا للمواطنين في المشاركة في هذا الاستحقاق الانتخابي وبحدينا مع بعض المواطنين أكدوا بأنهم فقدوا الثقة نهائيا في الدولة ولم تعد تعنيهم الانتخابات ولا السياسة في ظل وضع التهميش والفقر الذي باتوا يعيشونه.
“يزينا ما أنتخبنا محاجتناش بالنواب نحبو ناكلو الخبز الزوالي معادش خالط يعيش معاهم”..بهذه العبارات استهل محسن مواطن من حي التحرير حديثه مع “المصدر” متسائلا “كيف يمكنه اليوم الخروج والمشاركة في الانتخابات في ظل الوضع المعيشي الذي يعاني منه خاصة بعد ارتفاع الأسعار في الوقود وفي عدد من المواد الأساسية التي باتت مفقودة واتجاه الدولة نحو رفع الدعم”.
محسن ليس وحده من عبر عن استيائه من الوضع الذي آلت اليه البلاد “ريم” ذات 56 سنة بدورها اعتبرت ان الانتخابات لا تعنيها بقدر ما تعنيها قفة المواطن داعية رئيس الجمهورية الى انقاذ “الزوالي” وفق تعبيرها.
عزوف في أكثر الأحياء كثافة سكانية وهو عينة عن بقية الأحياء الشعبية الأخرى التي شهدت بدورها وفق تقارير أولية عدم اقبال من الطرف المواطنين على صناديق الاقتراع وهو ما يؤكد فقدان ثقة لدى التونسي في مؤسسات الدولة وينذر بانفجار اجتماعي وشيك.
ويذكر أن تونس تشهد أزمة اقتصادية حادّة، فاقمتها تداعيات تفشي جائحة كورونا، وارتفاع تكلفة استيراد الطاقة والمواد الأساسية جرّاء الأزمة الروسية الأوكرانية مما جعل العديد من المواد الأساسية تفقد في الأسواق وهو ما عمق معاناة التونسيين.