“حتى لا يأتي يوم نقول كان لنا وطن …” و”افراط في التبعية والارتهان للخارج” و”الانتخابات بين المركز والهامش”
و”صعوبة المرحلة وثقل رهاناتها يقتضيان ذلك … الحوار صعب وغير مستحيل …!”، مثلت أبرز عناوين الصحف التونسية الصادرة، اليوم الجمعة.
“حتى لا يأتي يوم نقول كان لنا وطن …”
جريدة (الصباح)
“تطوي تونس صفحات ما بقي من سنة 2022 المثقلة بالازمات من السياسي الى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي وغيره لتعبر الى سنة 2023 التي ستكون الاعقد والاخطر على بلادنا منذ سنة 2011. فاما الاستمرار في المكابرة والتعنت وانكار الواقع بكل ما يعنيه ذلك من انحدار الى الهاوية واما التوقف والعودة الى أرض الواقع والاعتراف بما وقع من أخطاء واعادة تحديد وضبط البوصلة باعتماد آراء الحكماء من أصحاب الكفاءة والخبرة لانقاذ البلاد والعباد والانسياق الى سيناريو الفوضى الهدامة ومواصلة هدم وتدمير ما بقي من مؤسسات الدولة الوطنية … تونس لم تعد في حاجة لتشخيص الواقع الذي بات واضحا وجليا ولكن تونس تحتاج للبدائل والحلول الكفيلة بوقف النزيف الذي أرهق البلاد والعباد والخروج من دائرة اضاعة الوقت وتبديد الفرص. لا خلاف أن الايام القليلة القادمة ستكون حاسمة في اقناع التونسيين بعودة حالة الوعي المفقود قبل حدوث الانفجار القادم”.
“صعوبة المرحلة وثقل رهاناتها يقتضيان ذلك … الحوار صعب وغير مستحيل …!”
جريدة (الصحافة)
“ثمة شبه اجماع اليوم على أن ضبابية الوضع الاقتصادي المتدهور تستدعي بالضرورة تجميع كل القوى الحية في البلاد لتدارس مخرجات الازمة بشكل تشاركي يسمح للفاعلين الاقتصاديين بتقديم رؤاهم ومقترحاتهم العاجلة في اطار تفاعل بين الحكومة والمنظمات الرئيسية كالاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية”.
“وتبدو هذه الدعوة ملحة من خبراء الاقتصاد وحتى الجامعيين المختصين في تاريخ السياسات المعاصرة لتونس ووقوفهم على حقيقة ثابتة تبدو ذات بعد تفاؤلي ألا وهي أن بلادنا ستخرج من هذا المأزق لا محالة ولكن بأي فاتورة؟”.
“ان الجلوس الى طاولة الحوار اليوم يمثل أولوية الاولويات سيما مع تراكم الاشكاليات التي تلوح عويصة أمام أنظار الحكومة على غرار مسألة تأجيل النظر في القرض المنتظر من صندوق النقد الدولي الذي يفسره بعض السياسيين بأنه خطوة الى الوراء ناتجة عن توجهات لم تكن محسوبة النهايات لدى الرئيس، قيس سعيد، وخطاباته الاخيرة التي تتعارض وسياسة الحكومة ينضاف الى ذلك تأخر تنفيذ الاصلاحات التي تعهدت بها تونس مع صندوق النقد الدولي”.
“افراط في التبعية والارتهان للخارج”
صحيفة (الشروق)
“لن تقدر تونس على التخلص بسهولة من مخاطر التبعية والارتهان للخارج ما لم تعجل باتباع سياسة اقتصادية قائمة على التعويل على الذات وعلى تثمين المؤهلات والقدرات والثروات الوطنية في مختلف المجالات. فالطاقات البديلة (الشمس والرياح) تمثل اليوم أفضل خيار لحمايتنا من التبعية الطاقية نحو الخارج على الاقل في مجال توريد الغاز الطبيعي الضروري لانتاج الكهرباء. ومزيد الاهتمام بالقطاع الفلاحي وبتثمين الاراضي الدولية المهملة وتشجيع الفلاحين بامكانه أن يوفر جانبا هاما من الامن الغذائي في مجال الحبوب والاعلاف وغيرها من الحاجيات الغذائية الاساسية ويحمينا من التبعية الغذائية والاهتمام أكثر بقطاع الفسفاط وبغيره من الثروات الاخرى كالسياحة والتصدير قادر على توفير حاجياتنا المالية وأكثر وعلى تحصيننا تجاه الارتهان المالي للخارج. وهو ما على الدولة الانتباه له قبل فوات الاوان وقبل مزيد تفاقم الوضع نحو الاسوأ”.
“الانتخابات بين المركز والهامش”
صحيفة (المغرب)
“لقد عادت النساء الناخبات بارادتهن الى الهامش قانعات وراضيات فلا معنى لانتخابات لا يؤخذ فيها رأي التونسيات ولا يستمع فيها الى تصوراتهن وكأن الدرس … أن تكون/ي في الهامش لا يعني دائما أن تكون الضحية بل معناه أن تختار موقعك وتتحمل مسؤوليات التاريخية. وعاد أغلب الشبان/ات الذين كانوا مؤمنين بالرئيس ومقتنعين بأنه المخلص الى قواعدهم بعد أن اختبروا وعاينوا وصدموا فكان اللجوء الى الهامش أفضل بالنسبة اليهم”.
“واليوم بعد أن ‘وقع الفاس في الراس’ وأربكت المواقع وتخلخل البنيان فهل بالامكان أن نقوم بالمراجعات ونقيم التصورات و’المشروع’ والاوامر والاليات؟ وهل بالامكان أن نقر بأنه كان طوبايا لا يتلاءم مع واقع معقد تحكمه اكراهات الداخل والخارج؟ وحده الاعتراف يمكن أن يكون منطلق بناء مسار مختلف. أما الاستمرار في الانكار والتجاهل ورجم الاخرين فانه مسلك سيؤدي حتما الى الخراب”.