“الشعب … هذا ما يريد” و”أمام انهيار منظومات الانتاج … وزارة الفلاحة الصامت الاكبر …!” و”أزمات متتالية والحلول غائبة … هل تحتمل الاوضاع الاقتصادية الراهنة مواصلة رفع الدعم؟” و”مبادرة الانقاذ … هل هي مبادرة الفرصة الاخيرة؟”، مثلت أبرز عناوين الصحف التونسية الصادرة، اليوم الثلاثاء.
“الشعب … هذا ما يريد”
جريدة (الصباح)
“اليوم ونحن في سنة 2023، وفي يوم الرابع عشر منه خرجت المعارضة مشتتة ومفرقة وتجمع جلها في شارع الثورة على أمل احياء الذكرى وتجديدها … وخرج أنصار الرئيس كذلك وكلهم ثقة بأن تلك المعارضة لن تفعل شيئا ولن تقدر على التجميع وحشد الشارع واحراج الرئيس”.
“وبين أنصار الرئيس ومعارضيه، ونسبتهم مجمعة لا تتجاوز ال10 بالمائة، وقف الشعب بين هذا وذاك متأملا في وضعه وحاله حائرا في قوت يومه الذي لم يعد قادرا على توفيره أمام الغلاء الفاحش والارتفاع المهول للاسعار من جهة وانعدام وفقدان جل المواد الاساسية من جهة أخرى … وقف الشعب غير مبال باحتجاجات المعارضة والسياسيين ولا بتكبر الرئيس وعنهجيته وتفرده بالرأي والقرار. وقف الشعب ينظر الى ‘هؤلاء’ و’أولئك’ (وهم معلومون لديه وليسوا بالهلاميين المجهولين) مرددا أين أنا من معركتكم ومن تجاذباتكم ومن سياساتكم ومن حكمكم ومن طموحاتكم ومن خططكم وبرامجكم؟”.
“هذا حالنا اليوم وهذا حال شعب لم يبال لا باستشارة ولا باستفتاء ولا بانتخابات … لم يبال بمعارضة تغرد وتنادي بالخروج للشوارع وباسقاط النظام … لم يبال بما يجري بكواليس السياسة وفي الغرف المظلمة والمضاءة … ما يهم الشعب اليوم هو قوته وصحته. أفلا تعقلون وتتفهمون وتدركون؟”.
“أمام انهيار منظومات الانتاج … وزارة الفلاحة الصامت الاكبر …!”
جريدة (الصحافة)
“شهادات صادمة استمعنا اليها من بعض ممثلي اتحاد الفلاحين لا تقرع ناقوس الخطر فقط وانما تقدم بالدليل والبرهان العناوين الدالة على الفشل في حماية منظومات الانتاج الفلاحي التي انهار بعضها تقريبا بشكل كلي والبعض الاخر يترنح”.
“وتوجه تصريحات ممثلي اتحاد الفلاحين أصابع الاتهام الى وزارة الفلاحة التي من الواضح أنها لا تفتقد فقط الى سياسات دقيقة للقطاع وانما تتعامل أيضا مع القضايا المهمة بكثير من الاهمال وغياب الجدية”.
“وتأتي هذه الكلمات بمثابة صيحة الفزع والنداء الاخير للسلطات عسى أن تلتفت ولو بشكل متأخر الى القطاع الفلاحي وأن تحاول تلاقي بعض الاشكاليات الكبرى التي سنقع فيها حتما اذا ما تواصل الوضع على ما هو عليه والسعي خاصة الى التخفيف من وطأة ندرة بعض المواد الفلاحية الاساسية وفي مقدمتها الحليب”.
“ومن أبرز ما نلتقطه من هذه التصريحات هو أن اتحاد الفلاحين أطلق صيحة التحذير الاولى منذ بداية الصيف الماضي وطالب بعض ممثليه السلطات بالانكباب على ملفات أساسية تهم القطاع الفلاحي وطالبوا بلقاء مع رئيس الجمهورية”.
“أزمات متتالية والحلول غائبة … هل تحتمل الاوضاع الاقتصادية الراهنة مواصلة رفع الدعم؟”
صحيفة (الشروق)
“ما زالت مسألة رفع الدعم وتوجيهه الى مستحقيه حسب برنامج الحكومة تسيل الكثير من الحبر وتمثل الشاغل الاول للمواطنين خاصة مع تفاقم الازمة الاقتصادية وتأثيراتها على الاوضاع الاجتماعية للطبقة الوسطى والطبقة الفقيرة باعتبار أن الدعم كان يساهم بشكل كبير في الحفاظ على توازناتها”.
“وباعتبار أن الحكومة تخطط لمواصلة رفع الدعم تدريجيا خلال العام الجاري كان من الطبيعي أن نسأل ان كان من الممكن المواصلة في ذلك المسار رغم الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها البلاد والتأثيرات الكبيرة لها خاصة على المقدرة الشرائية للمواطنين وعلى نسبة التضخم التي ارتفعت بأكثر من الضعف مقارنة بسنة 2010”.
“وفي هذا الاطار قال الدكتور، عبد الجليل البدوي، ان رفع الدعم قضية حق أريد به باطل، أنا شخصيا ضد الدعم الموجه للاستهلاك في بلاد نامية حيث أن الدعم يجب أن يوجه للانتاج لنزيد في الانتاج لاننا لسنا في مستوى يسمح بتشجيع مجتمع الاستهلاك وليس لنا نسيج اقتصادي يشجع مجتمع الاستهلاك، على حد تعبيره”.
“وتابع، قضية الدعم من المفروض أن توجه الى النهوض بالثروة والاسراع في نسق خلق الثروة وتنويعها هذه مأساتنا بالاساس وهو ما يجعلنا دائما في حاجة الى التوريد وعندما يصبح التوريد صعبا، لان المالية العمومية في أزمة، يصبح لدينا وضع يهدد بالمجاعة لان كل منظومات الانتاج متأزمة وخاصة المنظومات الفلاحية”.
“مبادرة الانقاذ … هل هي مبادرة الفرصة الاخيرة؟”
جريدة (المغرب)
“مبادرة الانقاذ التي يقدمها اتحاد الشغل مع عمادة المحامين ورابطة حقوق الانسان هي من صميم الدور الوطني للمنظمات الثلاثة أمام الوضع الخطير. وهي الفرصة الاخيرة تقريبا المتوفرة الان أمام عجز الاطراف المسؤولة عن الازمة للاهتداء الى آليات حلها بسبب الرفض المتبادل غير المبرر والذي لا يخدم مصلحة تونس باي شكل من الاشكال. كما أن تلك الاطراف فقدت قدرتها على عرض المبادرات والاقناع بجدواها نظرا لازمة الثقة العميقة. في حين لا زالت المنظمات الثلاثة تمتلك تلك القدرة التي تتدعم مع التجربة والخبرة الهامة التي اكتسبتها خاصة منذ عقد من الزمن في المساعدة على حل المشاكل الكبرى التي تعيق تطور تونس نحو بناء المؤسسات الديمقراطية والاستقرار السياسي والاجتماعي. لا شك في أن مبادرة الانقاذ لا زالت في طور حركي متطور سواء فيما يخص المقاربة أو المنهجية أو المحتوى”.