تطرقت بعض الجرائد التونسية الصادرة ، اليوم الاربعاء ، الى عدد من المواضيع المتصلة بالشأن الوطني من بينها استمرار حالة التخبط والضبابية في ادارة الدبلوماسية التونسية في علاقة بالمشاركة التونسية في مؤتمر دافوس الاقتصادي الى جانب تسليط الضوء على ارتفاع نسب الانتحار والتسول والحرقة والادمان الالكتروني والمخدرات في المجتمع التونسي بسبب الوضع العام المتأزم .
توصيات سعيد الى نجلاء بودن ..لديبلوماسية “25 جويلية “تعثر وضبابية
(جريدة المغرب)
“ترسم كلمات رئيس الجمهورية قيس سعيد لرئيسة حكومته نجلاء بودن ساعات قبل مغادرتها تونس للالتحاق بالمنتدى الاقتصادي العالمي ب”دافوس” خطوطا عريضة لسياستنا الدبلوماسية التي باتت خليطا من “المقولات ” والشعارات التي لا يجمع بينهما رابط ولا خيط ناظم “.
“توصيات تكرر قسما من عناصرالخطاب الذي ألقاه الرئيس في قمة قادة الولايات المتحدة الأمريكية وافريقيا ولكنها تكشف بالأساس عن استمرار حالة التخبط والضبابية التي تعاني منها الديبلوماسية التونسية منذ أكثر من ثلاث سنوات خاصة اذا تعلق الأمر بدورها في تعزيز جهود الدولة التونسية في تعبئة موارد مالية لتجاوز أزمتها الاقتصادية والمالية ”
“سياسة خارجية لم يكشف عن تفاصيلها الرئيس ولم يحدد اطلاقا ليقتصر الأمر على تصريحات عامة ومقولات مشابهة لخطابه السياسي الموجه للداخل والمعالج لأزماتها السياسية أو الاقتصادية ،فتتسل هنا مقولات الرئيس عن المقاربة التاريخية المغايرة للسياسة الخارجية .لنقف أمام خطاب دبلوماسي لا يغادر فضاء الخطابة والبلاغة ، خطاب يمكن أن يختزل بالقول أن تونس تطالب المجتمع الدولي بأن يساعدها في تجاوز أزمتها دون تدخل في مسارها السياسي .مسار 25 جويلية أومطالبتها بالعودة للمسار الديمقراطي أوتقديم ضمانات بعدم المساس بالحقوق والحريات أوالقيام باصلاحات اقتصادية موجعة”
“ما يقدمه الرئيس اليومخطاب دبلوماسي غير متماسك وغير عقلاني يطارد أشباح الستينات وزعماء حركات الاستقلال ومعارك التحرير ويمنى النفس بأن الواقع السياسي الدولي اليوم يسمح بمغامرات أخرى لثوري يبحث عن تغيير العالم .هذا الحلم والخطاب ينتهيان الى تشكيل الدبلوماسية التونسية بما هي عليه اليوم ،دبلوماسية غير متماسكة ولا متناسقة مع مصالح الدولة ، تخضع لقراءات الرئيس “.
المشاركة التونسية في مؤتمر دافوس ليست لها جدوى مالية
(جريدة الصحافة)
“وبقطع النظر عما ورد من معطيات حول المشاركة التونسية في هذا المؤتمر الاقتصادي السنوي رفيع المستوى الذي يشارك فيه أكثر من خمسين رئيس حكومة ودولة من العالم يبقى السؤال المطروح يتمحور حول أهمية مشاركة الوفد التونسي ذي التكلفة المالية الباهضة في علاقة بفرص الحصول على اتفاقات تعود بالنفع على الاقتصاد التونسي وتخفف من حدة أزمة المالية العمومية التي تعيشها تونس ”
“وفي هذا الاطار “أوضح أستاذ الاقتصاد بالجامعة التونسية عبد الجليل البدوي أن مشاركة الوفد التونس في أشغال مؤتمر دافوس السنوي ليس له جدوى مالية ، مشيرا الى أنه من المرجح أن يكون الهدف الرئيسي من الزيارة هو ايجاد مصادر ماليىة لغلق ميزانية 2022 التيتسجل عجزا ماليا يقدر ب 9.7 مليار دينار وكذلك ايجادتمولات لميزانية 2023 ،مضيفا أن رئيسة الحكومة التونسية ستجري رفقة وفدها مقابلات مع عديد الأطراف المشاركة في مؤتمر دافوس لطلب الاغاثة المالية والبحث عن قروض جديدة “.
“وأبرز الأستاذ البدوي أن تكلفة مشاركة الوفد التونسي في منتدى دافوس باهضة ماليا وذهاب الحكومة في هذا الخيار الذي لا يمكن الجزم بجدواه الاقتصادية أوبأن يعود بالنفع المالي والاقتصادي لتونس يمكن توصيفه بغياب مسؤولية تقييم العمل الاقتصادي لأن مثل هذه المشاركات في المواعيد الاقتصادية العالمية تتطلب تمشيا متكاملا وديبلوماسية اقتصاديةنشيطة وعلاقات دولية جيدة وليس تعاملا ارتجاليا كما نشهده اليوم “.
أشكال احتجاجية تراجيدية للتونسي
(جريدة الشروق)
“الحرقة ، الانتحار الادمان الالكتروني والمخدرات والتنازل عن الأبناء للدولة ، أشكال جديدة لاحتجاج التونسيين تجاه حالة الاحباط التي فرضها الوضع العام المتأزم ، فرضت حالة من الهروب من الواقع والارتماء في نهايات تراجيدية “.
“مثل هذه الظواهر الاجتماعية تعكس حالة الـتأزم داخل المجتمع نتيجة الفقر وانتشار البطالة وارتفاع الأسعار واستحالة العيش الكريم .ويعتبر فقدان الأمل العنصر الرئيسي في بحث التونسي عن وسائل مختلفة للهروب من الواقع المرير ، على قسوتها أصبحت الحال الوحيد لانهاء المعاناة الاجتماعية .اذ هناك من يهرب الى الفضاء الافتراضي والادمان على شبكات التواصل الاجتماعي ، ومن يهرب الى التحيل والتسول والمخدرات والجريمة والحرقة وهناك من يهرب الى الانتحار وهو العنوان الأكبر “.
وأضاف الباحث الى أن هذه الظواهر الاجتماعية التي يغذيها الاحباط والتهميش تحتاج الى معالجة سوسيولوجية لجميع أفراد المجتمع بمختلف مكوناته وشرائحه ، مع ايجاد الحلول للدوافع الكامنة وراء تغذية الأرضية الاجتماعية للانتحار والهجرة غير النظامية وما يترتب عنه الفقر من تسول وجرائم وتخل عن الأبناء وانهيار البعد القيمي وغيرها ”
“فالمعالجة لا تقتصر بالضحايا كحالات منفردة انما بمناخ عام مضطرب ومتأزم ادى الى انسداد الأفق وفقدان الأمل وغذى هذه الظواهر الاجتماعية الخطيرة “.