اكد وزير السياحة، محمد المعز بلحسين، لدى إشرافه، الأربعاء بمدينة بنزرت على إعطاء إشارة انطلاق مشروع “حراير سجنان” حرص الوزارة ومهني القطاع المشترك من أجل استعادة النشاط السياحي والعمل على تنويع المنتوج السياحي.
وبين بلحسين ان تحقيق هذا الهدف يمر عبر مزيد تدعيم اليات العرض والتسويق ولا سيما تطوير مسالك سياحية جديدة مندمجة ومستدامة على غرار “طريق الأفلام السينمائية العالمية” و”طريق الطهي” و”طريق سياحة المغامرات”، التي تم الإعلان عنها سلفا وهي منتوجات سياحية جديدة تعمل وزارة السياحة على تطويرها لتنويع العرض السياحي وضمان أكثر استدامة للقطاع.
وابرز الوزير، خلال الموكب، الذي حضره خاصة سفير ألمانيا بتونس، بيتر بروغل، والمكلف بالتعاون الإقتصادي ببعثة الإتحاد الأوروبي بتونس، ماركو ستيلا، والمدير العام للديوان الوطني للصناعات التقليدية، فوزي بن حليمة، ومدير مشروع الترويج للسياحة المستدامة بالوكالة الألمانية للتعاون الدولي بتونس، جوزي فرولينغ، وجود إرادة حقيقية للنهوض بقطاع الصناعات التقليدية بكامل تراب الجمهورية وتدعيم المقاربة التشاركية للترويج والتسويق لتونس من جهة، ودعم التنمية المحلية وخلق فرص عمل جديدة في قطاع السياحة والصناعات التقليدية، من جهة أخرى.
وذكر انه تم إدراج هذه المقاربة ضمن الخطة العملية لاستعادة النشاط السياحي وفي المخطط التنموي 2023 – 2025 وكذلك ضمن استراتيجية تنمية القطاع السياحي في أفق 2035، لتعزيز قدرة البلاد على التأقلم مع الطلب العالمي إضافة إلى تطوير نماذج منتوجات سياحية جديدة في علاقة بتثمين التراث المادي واللامادي لتطوير العرض السياحي التونسي.
ولاحظ بلحسين ان هذا المُكون الفرعي الجديد “حراير سجنان ” هو مشروع مندمج يتنزل ضمن مشروع “تونس وجهتنا” الممول من طرف الاتحاد الأوروبي ووزارة التنمية والتعاون الدولي الألمانية، ولا سيما في اطار محور السياحة المستدامة الذي تنجزه الوكالة الألمانية للتعاون الدولي بتونس. كما يتنزل ضمن مشروع “طريق التراث العالمي لليونسكو ” الذي يتمحور حول تطوير مسالك سياحية ثقافية جديدة والترويج لها من خلال المواقع الأثرية والمعالم التاريخية والطّبيعيّة المصنفة على لائحة التراث العالمي لليونسكو.
ولاحظ ان هذا المشروع سيخلق ديناميكية سياحية جديدة عبر تثمين ما تزخر به منطقة سجنان من فخار تقليدي تم تُوارثه من جيل إلى آخر. واردف انه المشروع يراهن، ايضا، على أهمية السياحة البديلة المُكملة لمنتوج سياحة البحر لمزيد التكيف مع الأنماط الاستهلاكية المتغيرة للسائح ومواكبة تغيرات الطلبات العالمية قصد استقطاب فئة جديدة من السياح الراغبين في البحث عن عادات وتقاليد حياتية مغايرة وعيش تجربة جديدة وفريدة من نوعها.
وقال رئيس جمعية “شباب من اجل مواطنة فاعلة”، كمال دجبي، من جانبه، إن مشروع “حراير سجنان” ينجز بمعتمدية سجنان وبقية مناطق ولاية بنزرت، تحت اشراف وزارة السياحة وبالتعاون مع الديوان الوطني للصناعات التقليدية، وبدعم من السلط الجهوية والمحلية ،وتموله الوكالة الالمانية للتعاون الدولي بتونس بما يعادل 260 الف دينار.
ويهدف المشروع، وفق دجبي، اساسا الى التعريف اكثر فاكثر بما تزخر به ولاية بنزرت ولاسيما معتمدية سجنان من مميزات وخصوصيات تراثية وسياحية ايكولوجية وذات اشعاع دولي وعالمي في مجال صناعة الفخار ومزيد تسليط الضوء ،على إبداعات حرفيات سجنان ومساعدتهن في مجالات التسويق والتجديد.
يذكر ان مشروع ” حراير سجنان” يتضمن اعادة تهيئة 7 اكشاك لبيع وعرض منتوجات فخار سجنان المتمركزة بالمنطقة والمنجزة منذ سنة 2010 وصيانة 3اكشاك اضافية، علاوة على برمجة عدد من المعارض بكامل مناطق الولاية من اجل مزيد التعريف بفخار سجنان في الجهة بمثل ما هو معروف ومشهور في بقية الجهات من البلاد التونسية وفي دول العالم ،ومعاضدة الحرفيات والحرفيين وتدعيم تكوينهم في المجال
كما يعمل المشروع على اعداد كتيب حول خصوصيات منتوج الفخار السجناني وانجاز موقع للتعريف به وبالحرفيات تحت اسم “حراير سجنان” مع تنظيم ورشات متنوعة في المجال وزيارات ميدانية لمعتمدية سجنان وورشات حرفياتها وانجاز مجموعة من المشاريع الصغرى المستدامة في المجال وغيرها من الانشطة والبرامج التشاركية تحت اشراف ومتابعة خبراء من الجمعية والمندوبية الجهوية للسياحة والمندوبية الجهوية للصناعات التقليدية ببنزرت وبلديات الحشاشنة وسجنان وبنزرت وجمعية “زهوة”، وفق ذات المصدر.
يشار الى وزير السياحة تولى بنفس المناسبة افتتاح معرض لخزف حرفيات سجنان وواكب موكب توقيع اتفاقية الشراكة الخاصة بالمشروع بين جمعية “شباب من اجل مواطنة فاعلة” والوكالة الالمانية للتعاون الدولي بتونس، كما اطلع على عدد من المشاريع السياحية المتواصلة والمنجزة ببنزرت الشمالية.