كشفت عملية رصد التغطية الإعلامية للدور الثاني للانتخابات التشريعية التي قام بها ائتلاف “أوفياء لمراقبة نزاهة الانتخابات” خلال الفترة الممتدة من 14 إلى 27 جانفي الماضي إضافة إلى فترة الصمت الانتخابي أن التغطية كانت ضعيفة وباهتة، ولم يتم فيها احترام المعايير الانتخابية والمساواة والتناصف بنسب كبيرة.
وأفاد مدير البرامج والمشاريع في الائتلاف إبراهيم الزغلامي، خلال ندوة صحفية اليوم الخميس بالعاصمة بأن عملية الرصد شملت 5 صحف يومية وصحيفة أسبوعية والقناة التلفزية الوطنية والتاسعة والزيتونة مع إضافة 3 قنوات دولية وهي الجزيرة والعربية وفرونس24 و 15 إذاعة عمومية وخاصة وجمعياتية و6 مواقع الكترونية .
وذكر الزغلامي أنه قد تم تسجيل نقص في التغطية بالنسبة للاعلام الورقي بنسبة 919 بالمائة مقارنة بانتخابات 2019 وبنسبة 420 بالمائة مقارنة بالدور الاول للتشريعية، ونقص بنسبة 370 بالمائة مقارنة ب2019 وب170 بالمائة مقارنة بالدور الأول.
وبين أن أكثر الصحف الورقية نشرا للمواد المتعلقة بالانتخابات كانت الصباح والشروق، وأكثر الإذاعات كانت اذاعة المنستير والاذاعة الثقافية واذاعة صفاقس واكثر المواقع باب بنات.
أما بالنسبة لمدى احترام المعايير الانتخابية في الإعلام الورقي فقد بلغت نسبة الخروقات 28 فاصل 9 بالمائة 10 بالمائة خروقات من الدرجة الثالثة وهي الاكثر خطورة، حسب الزغلامي الذي أشار إلى أن أكثر الصحف احتراما للمعايير كانت صحيفة لابراس .
وبلغت نسبة الخروقات في الاعلام البصري 170 بالمائة وهي نسبة اعتبرها الزغلامي مرتفعة جدا وخطيرة خاصة وأن أكثر من 50 بالمائة من هذه الخروقات هي خروقات خطيرة من الدرجة الثانية و11 بالمائة منها من الدرجة الثالثة، وكانت أقل القنوات احتراما للمعايير، قناة الزيتونة ثم التاسعة.
وثمن عدم تسجيل خروقات خلال التغطية الاعلامية في إذاعات الكاف وقفصة والشباب والثقافية واذاعة نفزاوة، في حين كانت إذاعة شمس اف ام تليها موزاييك اف ام أكثر الاذاعات ارتكابا للخروقات. وفي المقابل تم تسجيل نسبة ضعيفة تقدر ب 4 فاصل 5 بالمائة في الإعلام الالكتروني وكانت أكثر المواقع ارتكابا للخروقات هي موقع بيزنس نيوز يليه موقع كابيتاليس.
وبالنسبة للإخلال بمبدأ المساواة في الإعلام الورقي فقد شملت التغطية 131 مرشحا من بين 262 واقتصرت التغطية في الإعلام البصري على قناة الوطنية الأولى وكان التوزيع غير متوازن حيث ان 34 مرشحا لم يحظوا بالتغطية.
وفي الإعلام السمعي استفاد المترشحون بتغطية غير متوازنة ذلك أن 39 مرشحا لم يحظوا بأي تغطية في حين 67 مرشحا استفادوا من تغطية تراوحت بين 10 و20 دقيقة و90 مرشحا لم تتجاوز مدة التغطية المخصصة لهم الدقيقتين ومرشح وحيد حظي بتغطية بلغت 52 دقيقة.
وفي الإعلام الالكتروني كانت التغطية محدودة جدا للمرشحين وأنشطتهم خلال الدورة الثانية ، واقتصرت التغطية على موقع باب بنات وتعلقت التغطية ب34 مرشحا من بين 262. وبالنسبة للتناصف بلغت نسبة حضور المرأة المرشحة في الإعلام البصري 13 فاصل 7 بالمائة وفي الاعلام السمعي 13 فاصل 3 بالمائة وفي الاعلام الالكتروني 25 فاصل 7 بالمائة.
أما في ما يتعلق برصد خطاب الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي والذي استند فيه التقرير إلى تتبع جملة مفردات خطاب الكراهية المستعملة في مواقع التواصل الاجتماعي ونوعها وكثافة استعمالها وحجم التفاعلات والتفاعلات والتعاليق وانواعها، فقد كشفت عملية الرصد أن موضوع الانتخابات التشريعية لم يستحوذ على اهتمام وسائل الإعلام ومستخدمي الانترنات.
وأرجع الزغلامي ذلك إلى أسباب عديدة أهمها المناخ العام الذي دارت فيه الانتخابات التشريعية من توتر سياسي ووضع اقتصادي متأزم ومقاطعة أغلب الاحزاب للانتخابات وملامح سياسية وثقافية باهتة للمترشحين وتأثير المرسوم عدد 54 على مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي الذي فرض المزيد من القيود على حرية التعبير مع جرائم يتسم تعريفها بالغموض والضبابية .
واعتبر أن هذا المرسوم دفع بالتونسيين إلى التحصن بالمراقبة الذاتية التي ساهمت في عزوف المواطن عن نشر المحتويات او التفاعل معها سواء بالمشاركة او التعليق او الردود.
وبين الزغلامي أن عملية الرصد كشفت ارتفاع ردود الأفعال على التعليقات حول كلمة الانتخابات التشريعية منهم 88 بالمائة على شكل سخرية ما يحيل الى ان التونسي اصبح يتخفى وراء ردود الافعال بدل التعليق .
وبالنسبة لخطاب الكراهية بين الزغلامي أنه من بين 16 فاصل 8 الف منشور مسجل احتوى 16 فاصل 61 بالمائة منها على خطاب كراهية وهي نسبة، اعتبرها منخفضة إذا ما تم مقارنتها بالنسبة المسجلة اثناء الدور الاول والتي كانت في حدود 26 فاصل 32 بالمائة .
وفي المقابل تم تسجيل ارتفاع ملحوظ للتعليقات التي احتوت على خطاب الكراهية والتي تجاوزت 23 بالمائة مقارنة ب16 فاصل 43 بالمائة خلال الدور الاول ومكنت متابعة التفاعلات والمنشورات والتبادلات من رصد 6529 كلمة لها علاقة بالكراهية وأكثر 5 محاميل إعلامية وصفحات على منصات التواصل الاجتماعي استعملوا هذه الكلمات المفاتيح هي “الانقلاب” و “فساد” و”مهزلة” و”الاخوان” و”فاشل” و”ارحل”.