نفذ صباح اليوم الخميس الصحفيون التونسيون يوم غضب للتنديد بالأوضاع التي وصل اليها القطاع في الفترة الأخيرة من تردي لحرية التعبير والاعلام والسعي الى تكميم الافواه رافضين ما وصفوه بالسياسات الممنهجة لتركيع الاعلام التونسي.
واستنكر الصحفيون في وقفة دعت اليها النقابة التونسية للصحفيين بساحة القصبة امام مقر رئاسة الحكومة، سوء إدارة الحكومة لملف المؤسسات الإعلامية المصادرة والعمومية التي وصلت الى وضعية مادية متردية حيث تجمع عدد كبير من الصحفيين في الساحة حاملين لافتات ومرددين شعارات تندد وترفض ما وصل اليه القطاع من تردي صارخ لظروف العمل.
وفي حركة رمزية كمم الصحفيون افواههم رافعين بطاقات الصحفي المحترف عاليا كما حملوا الشارات الحمراء
ويأتي هذ الاحتجاج على خلفية “تواصل التجويع الممنهج للصحافيين والصحفيات، وضرب ديمومة وسائل الاعلام، واستهداف حرية الصحافة عبر اصدار مراسيم تقيد حرية التعبير والاعلام” وفق ما رفع من شعارات تطالب ب //اعلام حر صحافة مستقلة// و //حريات حريات دولة لبوليس وفات// و// لا للمرسوم 54// لا خوف لا رعب الصحافة ملك الشعب// والحرية الحرية للصحافة التونسية// و//لا لا للتجويع والتركيع والاعلام ليس للبيع// و//يا حكومة عار عار الصحافة في حصار//
وفي كلمة امام المحتجين قال نقيب الصحفيين التونسيين مهدي الجلاصي ان تنظيم يوم الغضب الصحفي يأتي من اجل الدفاع عن المهنة التي ظلت وستظل صوتا لكل القطاعات ومختلف الحساسيات في البلاد في إطار الحياد والموضوعية.
واكد الجلاصي انه من واجب اهل المهنة الدفاع عن حقوقهم المادية والمعنوية في ظل سنوات من المماطلة والتسويف ولا مبالاة الحكومة في الاستجابة الى مطالب المهنة منتقدا رئيس الجمهورية ورئيسة الحكومة لخرق القانون من خلال عدم احترام حكم قضائي في نشر الاتفاقية الاطارية للصحفيين قائلا ان //الاتفاقية الاطارية لا تزال تراوح مكانها ولم يقع نشرها الى الان وهي التي ستضمن حقوق الصحفيين//.
وعبر نقيب الصحفيين عن رفضه الشديد لتعاطي الحكومة مع مؤسسات الاعلام المصادرة معتبرا ان الحكومة ترغب في //تصفية هذه المؤسسات واحالة العاملين بها على البطالة// مستغربا //السعي الى انهاء مؤسسات عريقة تعد ارثا وطنيا في الصحافة المكتوبة وفي الاعلام في تونس على غرار دار الصباح ودار سنيب لابراس//.
وتابع الجلاصي بالقول // السلطة القائمة اليوم معادية للإعلام وترغب في تعويض المؤسسات الإعلامية بصفحات الفايس بوك لتمرير رسائلها //.
كما تطرق في كلمته الى المحاولات المتواصلة لتركيع عدد من المؤسسات الاعلامية على غرار مؤسسة التلفزة التونسية مستثنيا في ذلك قسم الاخبار الذي قال انه لا يزال يدافع عن استقلاليته داعيا في هذا الصدد الجسم الصحفي التونسي الى مواصلة الصمود والتمسك بحرية التعبير وبالاستقلالية.
واعتبر مهدي الجلاصي ان “ايقاف مدير إذاعة موزاييك اف ام الخاصة تعد محاولة جديدة لترعيب وتركيع الاعلام وان السلطة القائمة ترغب في اعلام يتماهى مع سياستها والتغطية على فشلها” وفق تعبيره.
ولم تخل كلمة نقيب الصحفيين من انتقاد شديد للمرسوم عدد 54 (يتعلق بمكافحة الجرائم المتصلة بأنظمة المعلومات والاتصال) الذي وصفه بالسيء ومخصص لإسكات الأصوات المعارضة ومتابعة الأشخاص ومحاكمتهم وزرع مناخ من الخوف مشددا على ان حملة الايقافات والمحاكمات الأخيرة لن تثني الصحفيين التونسيين عن ابلاغ مختلف الأصوات وآراء الناس كما ان يوم الغضب الصحفي لليوم لن يكون الأخير وتحركات ومحطات أخرى ستتلوه.
وصرحت اميرة محمد نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أن أسباب عديدة دفعت بعموم الصحفيين الى تنظيم يوم غضب وطني والانتفاضة على الوضع الصعب الذي يعيشه قطاع الاعلام في تونس.
وأكدت ان هناك سياسة ممنهجة لضرب الحقوق الاقتصادية والمهنية للصحفيين في الفترة الأخيرة منتقدة أداء الحكومة في التصرف مع المؤسسات الاعلامية المصادرة وكذلك مع مؤسسات الاعلام العمومي معتبرة ان حرية التعبير وحرية الصحافة في تونس أصبحت مهددة من خلال صدور المراسيم الرامية الى ضرب حرية التعبير.
يشار الى أن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين دعت منظوريها الى حمل الشارة الحمراء يومي الأربعاء والخميس خلال تحركاتهم الاحتجاجية وأثناء عملهم بالعاصمة والمناطق الداخلية وتنظيم وقفات احتجاجية بالجهات سواء أمام مراكز السيادة أو أمام مقرات وسائل الاعلام.