“بعيدا عن العنصرية” و”الاستقواء بالاجنبي في صراعاتنا الداخلية … السيادة الوطنية … خط أحمر” و”كيف ستواجه تونس العشرية القادمة دون شباب ولا كفاءات؟ … كل الانظار مركزة على الازمات الاقتصادية والسياسية وتتجاهل أزمة الفراغ” و”الارث الاستبدادي والانتقال الديمقراطي”، مثلت أبرز عناوين الصحف التونسية الصادرة، اليوم الثلاثاء.
“بعيدا عن العنصرية”
جريدة (الصباح)
“يطرح ملف التواجد المكثف للافارقة جنوب الصحراء في تونس اليوم أكثر من نقطة استفهام خاصة أمام عددهم الكبير والمتزايد يوميا وطريقة وصولهم الى تونس ونمط عيشهم وخاصة الغرض من تواجدهم في بلادنا التي تفتقر الى مواطن الشغل ولا يمكن بالمرة اعتبارها فرصة للعيش والعمل في ظروف عادية أمام غلاء المعيشة وارتفاع الاسعار والتضخم المتزايد …”.
“وبعيدا عن أي تمييز عنصري أو مس من الحق الانساني ومع احترامنا لكل القوانين والاتفاقيات الدولية التي تحمي حق المهاجرين في العيش الامن … فان ملف موجات الهجرة الغريبة لافارقة جنوب الصحراء نحو بلادنا يجب أن يطرح بصفة جدية لما فيه من مس من أمننا القومي ومن مساع غريبة لتوطين الافارقة غير النظاميين في بلادنا وحتى من خطر اجتماعي بدأت ملامحه تظهر بوضوح وستكون انعكاساته على المدى المتوسط والبعيد خطيرة جدا على بلادنا”.
“الاستقواء بالاجنبي في صراعاتنا الداخلية … السيادة الوطنية … خط أحمر”
صحيفة (الشروق)
“في الحقيقة لعب التوقيت السياسي دورا حاسما في اثارة هذا الموضوع الحساس باعتبار أن تونس تعيش على وقع سجال سياسي حاد بين رئيس الجمهورية المصر في الذهاب في تطبيق كل سياساته، وان كان بصفة تفردية، من جهة وبين معارضي سعيد، المصرين أيضا على اسقاط هذا المسار بأي ثمن من جهة أخرى. هذا بالاضافة الى أطراف ثالثة تتأرجح بين المساندة والنقد والتي على رأسها الاتحاد العام التونسي للشغل”.
“ولعبت ثلاثة أحداث في اثارة هذا السجال وهي أولا قضية الموقوفين بتهمة ‘التآمر على أمن الدولة’ و’التخابر مع الخارج’ التي لم تتضح حقيقتها بعد ولا تزال بين أروقة القضاء. وثانيا استقبال الاتحاد العام التونسي للشغل للامينة العامة للكونفدرالية الاوروبية للنقابات، ايستر لينش، وحضورها في مظاهرة له تم تنظيمها في صفاقس وهو الامر الذي رد عليه رئيس الجمهورية بدعوة لينش الى “مغادرة تونس وذلك في أجل لا يتجاوز 24 ساعة من تاريخ اعلامها بأنها شخص غير مرغوب فيه”.
“أما الحدث الثالث فكان استقبال النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين لسفراء دول فرنسا وألمانيا والسويد وتشيكيا وممثل عن بعثة الاتحاد الاوروبي وهو ما خلف أيضا جدلا واسعا. وبين تكييف هذا الجدال، كل طرف حسب مصلحته، بات السؤال الملح هو أين يبدأ مفهوم هذا التعاون وأين ينتهي؟ ومتى يمكن تصنيفه ‘استقواء’ و’تخابر’؟ وقبل ذلك كله أين الضوابط الديبلوماسية التي تحدد احترام سيادة الدولة؟”.
“كيف ستواجه تونس العشرية القادمة دون شباب ولا كفاءات؟ … كل الانظار مركزة على الازمات الاقتصادية والسياسية وتتجاهل أزمة الفراغ”
جريدة (الصحافة)
“لم يبالغ الكثيرون في الصائفة الفارطة حين تحدثوا عن مدن كاملة في الجنوب الشرقي باتت بدون شباب وأصبحت لا ترى في شوارعها وأسواقها الا العجائز والاطفال ولا ترى في مواقع العمل هناك الا الافارقة وباتت كل الانشطة الادارية أو الشبيهة حكرا على نساء تلك المناطق”.
“فالموجة العاتية من الهجرة عن طريق ما عرف ساعتها بخط صربيا، قد أخذت معها عشرات الالاف من شباب الجنوب والمناطق الداخلية ويقول البعض ان العدد تجاوز في صائفة 2022 وحدها الاربعين ألف مهاجر كلهم شباب وفيهم الكثير من أصحاب الشهادات العليا وحتى من موظفين يتوقون لحياة أفضل”.
“ولا شك أن تونس مقدمة في سنوات غير بعيدة من الان على حالة فراغ مرعبة تصبح بموجبها غير قادرة على توفير لقمة العيش باعتبار فقدان القوى الشابة القادرة على العمل وتصبح أيضا في خانة المجتمعات المتهرمة باعتبار الفارق الكبير الذي سيحدث نتيجة هذه الموجات الهائلة من الهجرة الشبابية التي لا بد من وضع حد لها واستراتيجية لمواجهتها مهما كانت تكاليفها، لان ترك بلاد في الفراغ هو انتحار جماعي قبل الاوان”.
“الارث الاستبدادي والانتقال الديمقراطي”
صحيفة (المغرب)
“الانتقال الديمقراطي أصعب على الدولة وعلى المواطنين وعلى المؤسسات السياسية من نظام استبدادي، اذ من السهل ارساء الاستبداد ولكن من العسير ارساء الديمقراطية ولهذا لا تزال ذهنياتنا تشتغل بأفكار وبأفعال تسلطية. الانتقال الديمقراطي أمام اختبار متواصل وعليه أن يكابد من أجل أن يترسخ أكثر في الوقت الذي يعلم فيه أن الاختبار الاصعب هو التعامل الديناميكي مع الارث الاستبدادي في الممارسة وفي الذهنية”.