يسعى المركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء بولاية المنستير إلى الترفيع في عدد عمليات اخذ وزرع أعضاء الكلى والكبد لدى الأطفال بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة الذي يحظى بمكانة رائدة على المستوى الوطني والافريقي (يحتل المرتبة الأولى إفريقيا)، وقد أجريت اول عملية زرع كلي بالمستشفى سنة 1995 وانطلقت زراعة الكبد لدى الأطفال سنة 2017 (القسم الوحيد في تونس)، الا انه ورغم اهمية التبرع بالأعضاء في انقاذ حياة الاشخاص، فان عدد العمليات المجراة على المستوى الوطني اقل من المامول، بسبب غياب ثقافة التبرع بالاعضاء، حيث تبلغ نسبة الرفض في تونس الى ما بين 75 و80 بالمائة.
وعادة ما يكون رفض التبرع بالاعضاء من قبل عائلة المتوفي، التى تتولى، في حال عدم ادراج رغبة المتوفي (قبل وفاته) بالتبرع باعضائة بوضع لفظ “متبرع” في بطاقة تعريفه الوطنية، اتخاذ القرار مكانه، وهو قرار تعتبره صعبا لعدم معرفة رغبته مسبقا، بالاضافة الى اسباب اخرى على غرار عدم الثقة في الاطار الطبي بالمستشفيات والاسباب العاطفية المرتبطة بالحفاظ على حسد المتوفي وعدم اخضاعه لعملية استئصال عضو.
واكدت الممثلة عن فرع المركز بالجهة ايناس جعفر على ضرورة عدم الخلط بين جراحة الطب الشرعي (التشريح) الذي يتم بعد ان يتوقف عمل القلب وفي هذه الحالة لا يمكن اخذ الاعضاء وزرعها ، وبين عمليات التبرع بالاعضاء التى لا يمكن ان تؤخذ الا لشخص متوف دماغيا (يتواصل جريان الدم في اعضائه اصطناعيا)، مشيرة الى ان دور المركز في حالة تسجيل حالة موت دماغي، الاتصال بالعائلات ومحاولة اقناعهم وطلب وموافقتهم.
وبينت ان الشخص المتوفي دماغيا لا امل لعودته للحياة، لكن في المقابل يمكن ان يكون مصدر حياة ل4 او 5 اشخاص اخرين، يمكنه ان ينقد حياة 6 اشخاص على الاقل، ودعت الى ان يعبر كل انسان في حياته عن رغبته في التبرع اذا كان مقتنعا، حتى يخفف العبء عن العائلة لاتخاذ القرار.
وبلغ عدد عمليات زرع الكلى من أشخاص احياء بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة منذ سنة 2012 وإلى غاية سنة 2022، 54 عملية زرع من أشخاص متبرعين احياء و18 عملية زرع أعضاء من أشخاص متوفين دماغيا خلال نفس الفترة، كما تم القيام ب14 عملية زرع للكبد لدى الأطفال منذ سنة 2017 وإلى غاية سنة 2022، مع تسجيل تراجع بسبب جائحة “كوفيد 19″، وفق احصائيات فرع المركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء بالجهة.
وواصل الإطار الطبي للجنة نقل وزرع الأعضاء بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير خلال الفترة الممتدة من سنة 2012 الي غاية سنة 2022، الإشراف على عمليات مراقبة صحية بعد زراعة الكلى ل220 شخصا انتفعوا بعمليات الزرع على مستوى وطني، وبلغ عدد الأشخاص الذين هم على قائمة الانتظار لزراعة الكلى بولاية المنستير 210 اشخاص من مجموع 1650 مريضا على المستوى الوطني، حسب احصائيات المركز.
وبين رئيس قسم أمراض الكلى بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة الحبيب السخيري، ان المستشفى يتولى ايضا زراعة اعضاء اخرى بالاضافة الى الكلى والكبد لدى الاطفال على غرار القرنية والعظام، مشيرا بدوره الى العزوف عن التبرع بالاعضاء من قبل عائلات المرضى المتوفين مبينا ان التحسيس بثقافة التبرع بالأعضاء، مسؤولية الجميع لمزيد التشجيع عليه والتخفيف من طول قائمة وسنوات الانتظار، خاصة وان الزرع يبقى، رغم مساهمة عملية تصفية الدم في حل الاشكال، افضل طريقة علاج