أكّد مدير الانتاج بالمعهد الوطني للرصد الجوّي، فرحات عون الله، الجمعة، أنّ البحر سيستعيد مستواه المعتاد بداية من يوم غد، السبت، بعد تراجعه بشكل ملحوظ ببعض السواحل من البلاد.
وعزى عون الله انخفاض مستوى البحر إلى العاصفة، التّي جدت يوم 10 فيفري 2023 في منطقة البحر الابيض المتوسط، ممّا أدّى الى انتقال كتلة المياه السطحية باتجاه عرض البحر. وأكّد أن تراجع مستوى سطح الماء لا علاقة له بالهزّات الأرضية الأخيرة، التّي شهدتها كل من سوريا وتركيا.
وأوضح في هذا الصدد، “أنّه مباشرة اثر هذه العاصفة جدّ إعصار قويّ جدّا بقوة 1035 هكتوباسكال تمركز بمنطقة البحر الابيض المتوسط، مع العلم ان متوسط قوّة الضغط على مستوى سطح البحر تناهز 1013 هكتوباسكال”.
وأفاد أن “كل زيادة بهكتوباسكال في الضغط الجوّي (ما فوق 1013 هكتوباسكال) تولّد انخفاضا بحوالي سنتيمترا من مستوى البحر مع انعكاسات الالعاصفة فإنّ تراجع مستوى المتوسط كان ملحوظا”.
“وتزامن ذلك مع المد المنخفض، الّذي يحدث عامّة خلال الأسبوع الأوّل والأسبوع الثالث من الأشهر القمرية. كما تأثر مستوى البحر، بدرجة أقل، بالجفاف وغياب مياه فيضان الأودية، التّي عادة تعمل على زيادة مستوى البحر خلال فترة الشتاء. كل هذه العوامل مجتمعة تسببت في تراجع مستوى البحر بحوالي 30 صنتيمترا في منطقة الحوض المتوسط. وتمّت ملاحظة ذلك على مستوى الجرف القاري حيث يكون مستوى الماء أقل”.
وأوضح أنّه “مع الضغط المتوقع ابتداء من الغد السبت، 25 فيفري 2023، ومع وصول كتلة هوائية باردة إلى المنطقة، سيستعيد البحر، تدريجيا، مستوياته المعهودة”.
وفي ما يتعلّق بارتفاع درجات الحرارة، التّي تمّت ملاحظتها، اليوم، مع درجات قصوى تتراوح بين 24 و28 درجة، أفاد المسؤول أنّها تعود إلى تسرّب الهواء البارد على غرب البحر الأبيض المتوسط ممّا أدّى إلى تمركز تيّار جنوب غربي صحراوي على المنطقة.
وأفاد ان “المعدل الموسمي لدرجات الحرارة لشهر فيفري تقدّر ب17 درجة مائوية ملاحظا أنّ منطقة المتوسط معروفة بعدم استقرار عواملها الجويّة”.
وبحسب المسؤول بالمعهد الوطني للرصد الجوّي فمن المتوقع تسجيل تراجع هام في درجات الحرارة ابتداء من الغد، السبت.