مازالت حقيقة منشأ فيروس كورونا SARS-CoV-2 تثير الضجة الى اليوم حول العالم ولم يتبين الى ان مصدره سواء كان متأتيا من حيوان بري او جراء اختبارات علمية أجريت في المخابر.
ووفقا لبحث جديد أجرته “جامعة إيموري” البحثية الخاصة في مدينة أطلنطا بولاية جورجيا الأميركية، ونقلته “العربية نت” عن صحيفة “Theatlantic” فقد أظهر تحليل جديد للتسلسلات الجينية التي تم جمعها الفريق من سوق ووهان وهو المتهم الرئيسي بتسريب الوباء، أن كلاب الراكون التي تم بيعها بشكل غير قانوني في المكان ربما كانت تحمل الفيروس.
وأضاف التحليل أنه لربما تم التخلص من تلك الحيوانات في نهاية عام 2019، ليكون الوباء بهذا قد بدأه قفزه من الحيوانات إلى البشر، بدلاً من حادث تسرّبه بين العلماء من مختبر أثناء اختبارهم لفيروسات.
أما التفاصيل، فقد تم سحب التسلسلات الجينية من المسحات المأخوذة من أكشاك السوق المتهم وبالقرب منه حول بداية الوباء.
وتبيّن أنها تمثل الأجزاء الأولى من البيانات الأولية التي تمكن الباحثون من خارج المؤسسات الأكاديمية الصينية والمتعاونين المباشرين معهم من الوصول إليها.
وفي أواخر الأسبوع الماضي، نشرت البيانات من قبل باحثين تابعين لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في البلاد، على قاعدة بيانات جينومية مفتوحة الوصول تسمى GISAID.
وبمحض الصدفة تقريبا، اكتشف العلماء في أوروبا وأميركا الشمالية وأستراليا التسلسلات وقاموا بتنزيلها، ثم بدأوا في تحليلها، ليتضح أنها كانت إيجابية لفيروس كورونا، وقد تم فحصها من قبل من قبل نفس المجموعة من الباحثين الصينيين الذين حمّلوا البيانات إلى GISAID.
ووجد الباحثون أيضاً أن البيانات كانت مليئة بالمواد الوراثية الحيوانية، وكان الكثير منها مطابقًا لـ “كلب الراكون”. وهو ما جعل الباحثون يعتقدون أن النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن تشير إلى وجود راكون مصاب بفيروس كورونا في الأماكن التي تم أخذ المسحات فيها.
وعلى عكس العديد من نقاط المناقشة الأخرى التي تم تداولها في الجدل حول الأصول، فإن التحليل الجديد يؤكد أن البيانات الجينية ملموسة وواضحة.
بدورها، شرحت عالمة الفيروسات في جامعة إيموري أنجيلا راسموسن، أن التحليل الأخير يعزز حقا قضية الأصل الطبيعي للوباء.
وأضاف أن هذا مؤشر قوي حقا على إصابة الحيوانات في السوق بالعدوى، مضيفة: “لا يوجد أي تفسير آخر منطقي”.
إلى ذلك، قد يعتبر التحليل الجديد الأهم في أنه قدم بعضاً من أوضح الأدلة وأكثرها إقناعاً على الأصل الطبيعي للفيروس الذي قتل 7 ملايين إنسان في 3 سنوات.