” عن اللياقة الديبلوماسية ” و” ومايزال سؤال التنمية الجهوية حارقا ” و”أي دور لايطاليا في تونس ” مثلت أبرزعناوين بعض الصحف التونسية الصادرة ، اليوم الثلاثاء 21 مارس 2023 .
عن اللياقة الديبلوماسية …؟
(جريدة الصباح)
“ونحن نعيش على وقع الذكرى ال67 لاستقلال تونس ،هذا الحدث التاريخي الذي اشتركت في صنعه أجيال ناضلت بالدم بالفكر والساعد من أجل استقلال تونس وسيادة شعبها وارساء مؤسسات الدولة الوطنية ، سيكون لزاما على الديبلوماسية التونسية وأكثر من أي وقت مضى استعادة المكانة التي تبوأتها بين الأمم على مدى العقود الماضية ” .
“نقول هذا الكلام لعدة اعتبارات قد لا تخفى على مراقب ، ذلك أن ذكرى الاستقلال تعود اليوم فيما تتراجع بوصلة تونس افريقيت ومغاربيا ، بل اقليميا ودوليا ، ما يفسر تعدد محاولات التدخل الخارجي ، وعودة خطاب الوصاية من أكثر منجهة ، والأمر لا يتعلق ببيان البرلمان الأوروبي أوكذلك بما سيتمخض عنه اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ولكن أيضا في تجاوز بعض الأصوات حدود اللياقة الديلوماسية وعلاقات الشراكة التي يفترض أن تكون شراكة الند للند ونقصد هنا وبكل صراحة مواقف ايطاليا المتكررة ازاء بلادنا “.
“وعندما تمنح ايطاليا نفسها باسم وزير خارجيتها انطونيو تاياني ، حق مخاطبة صندوق النقد الدولي لحثه علنا على مساعدة تونس فانذلك ليس من الديبلوماسية في شىء ، ولا يمكناعتبار ذلك موقفا تضامنيا ومسألة بريئة منكل الخلفيات والحسابات السياسية ، وعندما يطلب المسؤول الايطالي من دولة الامارات التدخل لمساعدة تونس في أزماتها فان في الأمر أكثر من اهانة لبلادنا “.
“لا خلاف أن الخطاب السياسي الرسمي هو المؤثر الأهم في تحديد توجهات البوصلة الديبلوماسية التونسية ، وقدوجب الاعتراف أن هذا الخطاب الذي اتصف في أغلب المناسبات بالتشنج المفرط جعل الديبلوماسية التونسية في موقع غير مسبوق مع شركائها الأفارقة ، وقد لا نجانب الصواب، ان قلنا ان هذه البوصلة تتأرجح اليوم مغاربيا بعد قطع العلاقات مع المغرب منذ قمة الفرانكفونية وتتجه الى أزمةجديدة بدأت تظهر على السطح مع الجار الليبي …وعموما فان الديبلوماسية الذكية هي التي تصنع الشركاء والأصدقاء وتضيق حالة الأعداء .والخصوم .
وما يزال سؤال التنمية الجهوية حارقا
(جريدة الصحافة)
“بعد67 عاما من الاستقلال مازلنا نتحدث عن التوزيع العادل للثروات وعن التنمية الجهوية وضرورة تكريس مبدأ التمييز الايجابي ..مطالب طالما نادى بها أغلبية الشعب التونسي وذهب ضحيتها شهداء ناضلوا في سبيل استقلال تونس . كما استشهد أيضا العديد من أبناء تونس في سبيل التصدي للظلم وسياسة التفقير والتجويع ودفاعا أيضا عن الحرية والكرامة كما لن ننسى من استشهد في سبيل وطننا والدفاع عن سيادته ومناعته الى حين توقيع بلادنا على بروتوكول الاستقلال بتاريخ 20 مارس 1956 كما لن ننسى من استشهد في سبيل الدفاع عن حرية شعبنا والذود عن الوطنوعن أرضننا ومختلف المكتسبات التي تحققت في بلادنا في مختلف أبعادها ”
“وكنا هومعلوم فقد تتالت الاصلاحات بعد حصول بلادنا على الاستقلال في عدة مجالات من بينها القضاء وتمت تونسته بعد أن كان مختلطا بين الفرنسيين والتونسيين وتوحيده بعد أن كان مشتتا بين محاكم شرعية وأخرى مدنية الى جانب المحاكم الفرنسية ، فتمت اعادة هيكلة المحاكم بحذف البعض منها واحداث أصناف جديدة من المحاكم ، وفي نفس الفترة تم تطوير التشريعات باصدار مجموعة هامة من القوانين والمجلات تكرس كلها سيادة البلاد وتدفع المجتمع الى التقدم ومسايرة المتطلبات الجديدة لبناء الدولة وتركيز المؤسسات الدستورية ”
“فرغم مجهودات كل منتقد السلطة أو المسؤولية في الدولة عبر مراحلها المختلفة بعد الاستقلال الا أنهم فشلوا في تحقيق التنمية الحقيقية في المناطق الداخلية التي تقف وراءها عديد العوامل السياسية والاقتصادية والمؤسساتية عبر التاريخ ”
تحركات مكثفة لحكومة ميلوني في علاقة ببلادنا…..أي دور لايطاليا في تونس ؟
(جريدة الشروق)
“تحول الوضع الداخلي التونسي في علاقة بالصعوبات الاقتصادية والاجتماعية الى ما يشبه الملف الموضوع على أجندات عواصم غربية بعينها ومن أبرزها ايطاليا بالنظر لارتدادات ما يحدث في تونس على وضعها الأمني والاقتصادي ”
“جملة من التحركات تقودها حكومة جورجينا ميلوني اليمينية الايطالية في علاقة بالوضع الداخلي التونسي في جوانبه الاقتصادية والأمنية بالأساس تحولت الى ما يصفه المحللون ب”اللوبينغ” لدى الدوائر المالية الدولية وخاصة صندوق النقد الدولي ولدى عديد العواصم الغربية لمنع انهيار اقتصادي سيعود على الايطاليين ومن ورائهم عديد الدول الاوروبية بالضرر من ناحية تدفقات الهجرة غير النظامية في حال استمرار الوضع الاقتصادي والاجتماعي الهش في ظل غياب اسناد مالي خارجي للخروج من الأزمة المركبة التي تتقاطع فيها الجوانب الاقتصادية والسياسية منذ أكثر من سنة ونصف في علاقة بتعاطي عديد الدول الغربية مع الشأن الداخلي التونسي “.
“ولا تخفي ايطاليا توجهاتها الاستراتيجدية في علاقة بالضفة الجنوبية للمتوسط ، حيث أن تحركاتها الأخيرة ازاء تونس ولئن يحضر فيها الجانب الأمني بكثافة في علاقة بالهجرة غير النظامية والتي تتجاوز البعد العددي لتخوفات عبرت عنها تقارير تحذر من تمركز القاعدة وداعش في دول جنوب الصحراء والتي قد يفيد منها البعض نحو السواحل الايطالية ، اضافة الى أن روما تريد أن يكون نفوذها أكبر ضمن محور ثلاثي يضم الجزائر وتونس وليبيا ضمن رؤية جيوسياسية لمصالحها علاوة على أنها تعتبر تونس ممرا طاقيا هاما للغاز القادم من النيجر والجزائر وهي ما يدفعها للحفاظ على الاستقرار التونسي “.