استنكر وزير التربية محمد علي البوغديري بشدة ما تضمنه مسلسل “فلوجة” للمخرجة سوسن الجمني والذي يُبث على قناة الحوار التونسي، من أحداث، لكن في المقابل اعتبرت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري “هايكا” أن الأعمال الدرامية لا يمكن الحكم عليها من حلقاتها الأولى.
وقال وزير التربية في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، اليوم الجمعة، إن هذا العمل الدرامي أساء كثيرا لكامل الأسرة التربوية من تلامذة وأساتذة وقيمين ومديري معاهد، مؤكدا أن محتواه “لا يعكس الواقع الحقيقي للتلاميذ والإطار التربوي الذين يجتهدون من أجل تحصيل العلم والمعرفة”.
وأشار إلى أن مسلسل “فلوجة” تضمّن مشاهد صادمة وعنيفة لها تأثير سلبي على التلاميذ.
وأكد البوغديري أن وزارة التربية سترفع قضية استعجالية لإيقاف بثّ هذا العمل، مضيفا أن المجلس الوزاري المنعقد صباح اليوم بإشراف رئيسة الحكومة نجلاء بودن، قد تطرق إلى هذا العمل وأن المجلس أجمع على أن المشاهد التي يحتويها المسلسل عنيفة ولا تعكس واقع المؤسسات التربوية.
واعتبر أن ما جاء في المسلسل “مجانب للحقيقة” وأن مشاهد المخدرات والعنف هي “حالات قليلة جدا وليست بهذا الحجم من التهويل”.
من جهته، قال عضو الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري هشام السنوسي، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء “ليست المرة الأولى التي تثير بعض الأعمال الدرامية الرمضانية جدلا واسعا، وكانت الهايكا أخذت قرارات سابقة في هذا الشأن منها بث الحلقات في وقت متأخر وليس في وقت ذروة المشاهدة”.
وبيّن أن الأعمال الدرامية لا يمكن الحكم عنها من الحلقة الأولى، معتبرا أن الأحداث تتطور مع تتالي الحلقات ولا أحد يعرف ما ستؤول إليه هذه الأحداث.
ويرى السنوسي أن “الصنصرة أمر لا يجب استسهاله”، مضيفا “ينبغي إعطاء مهلة للمبدعين للتعبير ومن ثمة نقد العمل”.
وأوضح أن الهايكا لا يمكنها أخذ قرارات بخصوص مضمون هذا المسلسل، و”ذلك باعتبار أنها تحت الرقابة الإدارية مضيفا قوله “حتى إذا ما أخذت الهايكا قرارات بخصوص هذا العمل الدرامي، فإنه ينبغي أن يستوفي مجموعة من الشروط منها أن يقع استدعاء فريق المسلسل والاستماع إلى وجهة نظرهم واتخاذ القرارات المناسبة في ذلك”.
وأثارت الحلقة الأولى من مسلسل “فلوجة” لسوسن الجمني جدلا واسعا خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي.
ويرى عدد من النقاد والأكاديميين أن دور الفن هو تعرية الواقع وفضحه ودق ناقوس الخطر للفت الانتباه إلى الظاهرة بهدف معالجتها، فيما يرى آخرون أن الأعمال الدرامية ينبغي أن تُراعي خصوصية شهر رمضان ومشاعر التونسيين في هذا الشهر، وأن تكون حرية التعبير مسؤولة.